المكتبات إشراقة المعرفة

الثلاثاء - 09 مايو 2017

Tue - 09 May 2017

للكتاب لدى الشعوب المتحضرة أهمية بالغة، وما زالت باقية إلى يومنا هذا، والدليل أن الدول ما زالت وستظل تتنافس على إقامة المعارض الخاصة بالكتاب، ومنها معرض الكتاب الدولي بالرياض الذي مر علينا منذ فترة ليست بالبعيدة، حيث تشرف عليه وزارة الثقافة كل سنة، وفي هذا رد واضح على من يقول إن الكتاب ولاسيما الورقي قد بدأ يحتضر.

ولهذا كنا حريصين على خلق علاقة ورابطة مع الكتاب، فكثيرا ما كنا نزور المكتبات في داخل المملكة وخارجها بحثا عن ما لذ وطاب من الكتب، وسأكتفي بذكر ثلاثة نماذج من المكتبات من داخل المملكة:

-1 مكتبة التعاون الثقافي بالهفوف: كانت تقع في أول نشأتها في شارع الملك عبدالعزيز أمام سوق القيصرية الشهير، ثم انتقلت إلى شارع الملك خالد بالقرب من قصر إبراهيم الأثري ولا تزال.

أسسها وأنشأها الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الملأ عام 1368هـ - 1948م، وهي تعد من أوائل المكتبات التجارية في الأحساء.

وقد زرتها أيام كانت متواضعة المساحة قليلة الأرفف، كان يباشر العمل فيها أحد الأخوة من الجنسية السورية، وأتذكر إن لم تخني الذاكرة اسمه (عبدالرحيم محمد سعيد برنو).

أما اليوم فقد أصبحت مكتبة واسعة كبيرة تضم بين جنباتها الكثير من عناوين الكتب (في الدور الأول)، والمجلات وأدوات القرطاسية وغيرها من المستلزمات (في الدور الأرضي)، ويديرها ابن الشيخ عبدالله الأستاذ جمال، فكثيرا ما ترددت على هذه المكتبة الغنية بكثير من الكتب الثقافية، وربما تتميز هذه المكتبة عن غيرها من المكتبات بتوفير المجلات الأدبية.

الجدير بالذكر بأن المكتبة تمت إعادة هيكلتها من جديد وتوسعتها عام 1429هـ - 2008.

-2 مكتبة دار المعالم الثقافية: تتميز هذه المكتبة عن غيرها بعراقتها واحتواء رفوفها على كتب قيمة قديمة، تقع المكتبة في شارع الجامعة بمدينة الهفوف، أسسها الدكتور محمد بن علي الهرفي (رحمه الله) القادم من مدينة العلا شمال غرب المملكة، والذي كان لنا شرف التتلمذ على يديه، الذي ظل العين الساهرة على المكتبة، حيث أرفدها بالكتب في شتى العلوم والمعارف حتى ربت عناوينها على ما يزيد عن عشرة آلاف عنوان، وبقي ساهرا عليها إلى أن لبى نداء ربه إثر حادث مروري يوم السبت 4 ربيع الآخر 1436هـ، 24 يناير 2015م.

فقام أولاده الورثة ببيع المكتبة ليشتريها أحد المهتمين من عائلة الشعيبي الكريمة، وهي لا تزال (أي المكتبة) قائمة إلى يومنا هذا في موقعها المذكور.

-3 مكتبة المتنبي بالدمام: مكتبة بمجرد أن تراها من الخارج تتيقن أنك أمام مكتبة ضخمة تزخر بالكتب، ويتأكد ذلك بعدما تدخلها لتشاهد بأم عينك مبنى يتكون من ثلاثة طوابق كلها تغص بالكتب في شتى جوانب العلم والمعرفة، وبحسب أحد أعداد صحيفة الشرق الأوسط وبالتحديد عددها الصادر يوم 20 رجب 1429هـ، أن في المكتبة مليون كتاب.

والكثير يشهد للمكتبة أنها تعد من المكتبات المرموقة في المنطقة من حيث توفير الكتب والنشر أيضا، فقد كنا في أحد المعارض الدولية فسألنا أحد العارضين من أين أنتم؟ فأجبناه من السعودية، فمباشرة قال لنا عندكم مكتبة المتنبي، فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على شهرتها ومكانتها الكبيرة بين المكتبات في العالم العربي.

بقي أن نذكر أن المكتبة أسسها الأستاذ صالح الغامدي عام 1964م، وهذا يشير إلى أنها لها أكثر من ثلاثة وخمسين عاما في خدمة الأدب والعلم والمعرفة.

هذه ثلاثة نماذج من المكتبات التي تنشر الكتاب بشتى فنونه حتى تنمي الفكر والإبداع والثقافة في ربوع بلادنا الحبيبة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال