حين دخل الهلالي سجن الطائف

الثلاثاء - 09 مايو 2017

Tue - 09 May 2017

قرأت مقال الكاتب (أحمد الهلالي) المنشور في جريدة (مكة) العدد (1211) بعنوان: (حين دخلت سجن الطائف) حيث ذكر أنه سر بدعوة من إدارة سجون محافظة الطائف، وزادت سعادته باستقبال (إدارة السجن)، ولقاء معالي الشيخ صالح اللحيدان، واللواء فايز الأحمري مدير سجون منطقة مكة المكرمة، حيث دخلوا فناء السجن إلى (مقر الخيمة الدعوية)، ثم استمعوا إلى حفل السجناء الخطابي، حيث تستمر هذه الخيمة في دورتها الخامسة لمدة عشرين يوما، ثم تجولوا في الفناء بين السجناء والسجانين، منهم من يعد الشاهي، وآخرون يعدون الإفطار، ثم دخول المعرض المقسم بطريقة حجرات... الخ. ثم تطرق إلى الجانب الدعوي، وأنه مهم وأساسي في إيقاظ أرواح البعض من الغفلة، وأخيرا تطرق إلى أن هناك شيئا جميلا وهو خروج النزيل بمهارة أو موهبة أو رؤية مختلفة للحياة.

أقول تعقيبا على مقالة الكاتب إن ما ذكره شيء جميل ومفرح أن تطبق مثل هذه الأفكار والفعاليات في السجون الإصلاحية، لكنه أغفل دورا مهما، وهو العمود الفقري في التشخيص والعلاج، وهو (الأخصائي الاجتماعي) أو (الباحث الاجتماعي) حيث لم يذكر له دور مع الفريق الذي دخل فناء السجن، فهو أساسي في العلاج بعد الله، وتقويم حالات السجناء، فهو المختص ببحث حالة النزيل أو السجين من جميع الجوانب، الذاتية والأسرية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية.. الخ، حتى يضع التشخيص للحالة، ومن ثم وضع خطة العلاج ومتابعتها حتى تستقيم حالة النزيل، أما الجهود التي ذكرت من قبل الفريق فهي مكملة لعمل هذا الطبيب الاجتماعي الذي سوف يستمر عمله مع هؤلاء السجناء مهنيا بحكم طبيعة عمله وتخصصه من أجل تأهيلهم مهنيا واجتماعيا مع الفريق المعالج، ثم إن هناك جانبا آخر ذكره الكاتب وهو خروج النزيل بمهارة أو موهبة، ولكن أضيف شيئا مهما ويعتبر أساسا في علاج النزيل وعدم انتكاس حالته، وهو برنامج الرعاية اللاحقة في البيئة الطبيعية سواء في أسرته أو عمله أو دراسته الأكاديمية، أو تأهيله مهنيا حتى لا تنتكس حالته ويعود كما كان قبل دخوله السجن، وأكتب هذا التعقيب بحكم تخصصي العلمي في الدراسات الاجتماعية (من علم نفس واجتماع وخدمة اجتماعية – وعلم الإجرام)، إضافة إلى العمل والخبرة الميدانية لأكثر من (35) سنة في المؤسسات الإصلاحية والعقابية.. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال