الاحتفال باليوم الخليجي لصعوبات التعلم

الثلاثاء - 09 مايو 2017

Tue - 09 May 2017

في الثالث من شهر مايو الجاري احتفلت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية باليوم الخليجي لصعوبات التعلم والذي حمل هذه السنة شعار (هكذا أتعلم)، ويأتي هذا الاحتفال اهتماما بإحدى فئات التربية الخاصة والتي لديها نمط أو أكثر من أنماط صعوبات التعلم، ولقد أطلق على هذه الإعاقة عدة مسميات كان آخرها مسمى الإعاقة الخفية، وفي ميدان التربية والتعليم اتفق المتخصصون بالتربية الخاصة على تسميتها صعوبات التعلم، والتي عرفها التربويون بأنها نمو غير منتظم للقدرات الذهنية، والإخفاق الواضح في تعلم القراءة ومهارة الكتابة وتهجئة الكلمات، واستنادا إلى الأبحاث المختصة بهذه الفئة تم تحديد نسبة تواجدهم بين الطلاب والطالبات في التعليم السعودي بأكثر من 20% ونسبة الذكور تفوق الإناث، والعمل جار في وزارة التعليم منذ عام 1416 على إكمال تقديم خدمات التربية الخاصة لهم من قبل متخصصين ومتخصصات تم إعدادهم أكاديميا وتربويا وثقافيا في الجامعات السعودية.

ولصعوبات التعلم مظاهر لدى الطلاب والطالبات منها صعوبة التمييز بين الأشياء وكتابة بعض الحروف والأرقام بشكل معكوس مثل كتابة الرقم ستة على شكل الرقم اثنين، ووضع الصفر للرقم عشرة في منزلة العشرات، ولا يستطيع أن يفرق بين الأشكال الهندسية مثل المربع والمستطيل والمثلث، وليس لديه القدرة على إجراء الجمع مع الترحيل كأن يجمع الرقم 365+645= 91010، ومن المظاهر البينة الاستمرار في حل تمارين بعض المواد الدراسية دون توقف، وبدون أن يكتفي الطالب بورقة التمرين فقد يستمر بالكتابة حتى على الطاولة المدرسية، كما يجد صعوبة في التفريق بين بعض المفاهيم وعدم القدرة على التمييز بين أيام الأسبوع، ولصعوبات التعلم مظاهر لغوية يمكن ملاحظتها من قبل الأسرة كتأخر ظهور الكلام حتى يبلغ الطفل السنة الثالثة من عمره، وقد يتحدث بجمل غير مرتبة وغير مفهومة مع الضعف الواضح في القراءة والكتابة. وتمكن العلماء من التوصل إلى أسباب صعوبات التعلم ودونوها في عدة محاور يأتي تلف خلايا الدماغ في أول هذه المحاور، وهذا التلف يعود لنقص الأكسجين وتناول الأدوية بدون استشارة الأطباء والتهاب السحايا والتسمم، وتأتي الوراثة في المحور الثاني كمسبب للإصابة بصعوبات التعلم، والعوامل البيئية تأتي في المحور الثالث، ويتضمن هذا المحور سوء التغذية المتوفرة للأطفال وإجبار الطالب على الكتابة بيد معينة، وقلة حصوله على التدريب الجيد. ويتم تشخيص الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم باتباع عدة إجراءات، منها الكتابة عن حالة الطالب العقلية عن طريق اختبارات الذكاء باستخدام مقياس وكسلر ومقياس ستانفورد - بينيه، وإعداد تقرير عن مهارة القراءة والكتابة، وأخيرا البحث والوصول لأسباب حدوث صعوبة التعلم لدى الطالب والطالبة. وفي مدارس التعليم العام يبذل التربويون والتربويات جهودا مستمرة في إعداد الخطط التعليمية، وطرق التدريس للتغلب على صعوبات التعلم لدى هذه الفئة من أبنائنا وبناتنا.