إدارة أسلوب التعامل مع رئيسك.. وسيلة نجاحك

الاثنين - 08 مايو 2017

Mon - 08 May 2017

قال عالم النفس السويسري ومؤسس علم النفس التحليلي كارل يونج (1875-1961) «اجتماع شخصيتين يشبه تقابل مادتين كيميائيتين، إذا حدث بينهما تفاعل كلاهما سيتحولان..»، معهد هارفارد للتدريس الإداري تبنى هذا الاقتباس في مادة التدريب التفاعلي «إدارة رئيسك -Managing upward».

إدارة رئيسك لا نقصد بها هنا كيف تتعامل مع رئيسك السيئ، صعب المراس، لكن نقصد بها كيف تصبح رفيقا وشريكا داعما لرئيسك المباشر على الرغم من الاختلاف الشخصي في النهج الفكري أو العاطفي في طريقة الإدارة والتنفيذ أو حتى في فلسفة تحقيق النتائج القريبة والاستراتيجيات البعيدة.

التركيز على «كيف تدير رئيسك» هدفه تحقيق نموك المهني وتأمين أهدافك الشخصية في عملك من خلال مدرائك، بدون التأثير سلبيا على ما حولك من بيئة عمل تشمل أهداف المؤسسة أو حتى استراتيجيتها طويلة المدى. أيضا بدون الإخلال بعلاقاتك مع زملائك أو زبائنك أو حتى قيم الشركة العليا.

هناك دراسات كثيرة أثبتت أن الموظفين لا يغادرون وظائفهم بل يغادرون رؤساءهم، ما أراه من وجهة نظر أخرى أنهم لم يعرفوا كيف يديرون رؤساءهم بشكل أفضل. ما نسعى إليه هو مساعدتك لتتمكن من إظهار شخصيتك بشكل رائع، مع زيادة فرص نجاحك المهني الحالي. في نفس الوقت ستكون مديرا مستقبليا ناجحا، عندما تصل إلى تلك المكانة. ستكون قد حسنت وطورت مهاراتك الإدارية في تحقيق التوازن الإداري بشكل عام، من خلال تعرفك على حاجات موظفيك ومرؤوسيك.

لم لا نتعلم من أطفالنا وعائلاتنا ونقتبس منهم كيف يديروننا ويحصلون على ما يرمون إليه بسلاسة وبدون احتكاك معنا. هم يفعلون ذلك لأنهم أظهروا لنا الولاء، الاعتمادية، الشغف والعطف. هم ببساطة يعرفون حاجاتنا.

شخصيا أرى أن المهارة والموهبة تلعبان دورا أكبر من تعلم تقنيات معينة للتمكن من أن تدير رؤسائك بمهارة. لكن هذا لا يعوقني من مشاركتك عزيزي القارئ لخمس مهارات تحتاجها للتميز في هذا الجانب:

1) دائما، كن جاهزا لمجابهة الأزمات ومتواجدا عندما يحتاجك رئيسك.

2) امنع واحسم قدر ما تستطيع المشاكل قبل أن تتطور وتتفاقم وتصبح أزمات.

3) اعرف طريقة رئيسك في التواصل بأنواعه المختلفة، للاستفادة القصوى من ذلك وللتأكد من التواصل الفعال والدائم معه.

4) حاول أن تعرف نقاط ضعف رئيسك وساعده بدون علمه للتغلب عليها. هذه مهمة شاقة بلا شك.

5) تحاشى أن تكون دفاعيا عندما تتلقى النصائح أو التوجيهات أو التدريب والتعليمات حتى لو كانت غير منصفة. البعض من المدراء يظن أنها مسألة تحفيزية للموظف! حاول أن تعبر عن نفسك بطريقة مناسبة ومثالية للوصول إلى نفس النتائج لكليكما.

في النهاية يجب أن تعرف أن رئيسك هو موظف مثلك تماما في نهاية الأمر يحمل على عاتقه حاجاته ورغباته، طموحاته الخاصة، لحظاته الجيدة والصعبة، والأهم من ذلك كله جميعها تعد تحديات أكبر من التي لديك. يجب أن تكون مراعيا للشعور وتعمل بجهد أكبر معه للوصول إلى النجاح المطلوب للمؤسسة كلها.