عبدالله المزهر

الويل والولاية والولايا

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 08 مايو 2017

Mon - 08 May 2017

والحديث عن «إسقاط الولاية» أشد وأنكى وأصعب من الحديث ونقد السياسات الداخلية والخارجية للحكومة، يمكن أن تتحدث عن الثانية بحرية وأريحية أكثر مما تفعله عند الحديث عن الأولى. فالحكومات قد تتقبل فكرة أنه يوجد من يختلف معها، لكن الجنس اللطيف من الكائنات البشرية لا يقبل أبدا فكرة وجود رأي مختلف عما يراه. وهذه خلقة الله سبحانه وهو العارف العليم بخلقه.



كتبت مرة في تويتر أني لا أقبل فكرة أن تسافر ابنتي أو زوجتي دون علمي، فكان ذلك سببا في أن أعتبر في نظر الحقوقيات والحقوقيين المساندين كمن «فر من الزحف»، مع أني مؤمن تماما أن المرأة بشكل عام تعاني من جور بعض العادات الاجتماعية والأنظمة الحكومية، وتكلمت عن ذلك مرارا وتكرارا، إلا أن أخواتنا من الجنس الآخر يتعاملن وفق قاعدة «إما كل شيء أو لا شيء»، وافقهن في 99 رأيا وخالفهن في واحد وستكون من المغضوب عليهم والضالين المحاربين لحقوق المرأة في مجرة درب التبانة.



وجهت إحداهن إلي سؤالا مستنكرة جريمتي تلك، وقالت لي في حزم وغضب: ومن أنت حتى تعلم أين يذهبن؟!

حاولت إقناعها أني صديق للعائلة وقد أكون مهتما ـ ولو قليلا ـ بمعرفة أماكن تواجدها ولكن الأمر لم يقنعها البتة.



أدرك تماما أن مشكلة التفريط والمطالبة بالتمرد والعقوق ـ في بعض الأحيان ـ والتعامل مع أي أحد ومن أي مكان تحت مظلة «الحقوق» قد تكون ردة فعل طبيعية لمشكلة «الإفراط»، والمبالغة في تكبيل حرية المرأة وسلبها كثيرا من الحقوق بشكل لم ينزل الله به من سلطان. لكن مقابلة الباطل لا تكون بباطل آخر.

وعلى أي حال..



في الأمر الملكي الكريم الأخير حل لكثير من الإشكالات التي لم يكن لها سند نظامي من الأساس، وبقي بعض الإشكالات المتعلقة بالسفر وموافقة الولي الذي يكون في بعض الأحيان مجرد طفل يأخذ مصروفه من المرأة التي تطلب إذنه، وهذه سيتم حلها بطريقة أو أخرى ولكن دون «صياح» وتخوين وشتائم.



[email protected]