عبدالحليم البراك

مراحل التعصب الرياضي

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 08 مايو 2017

Mon - 08 May 2017

- مرحلة الحب البهيم، وهي مرحلة حب غير عادي على (العدل والمايل)، ولا يقبل أي نقد في ناديه سواء كان منطقيا أو غير منطقي أو من ناقد منصف، ويصل فيه اعتبار أي شخص ينتقد ناديه المفضل أنه عدو ينتمي للكيان المرفوض!



- مرحلة الحلم، وهي مرحلة بدايات التعصب، وليست المشكلة عندما يحلم بأنه يلعب مع فريقه المفضل، بل عندما يحلم بلاعب مهاجم مشهور، بل المشكلة إذا كان يحلم بلاعب مدافع مغمور، أو بلاعب من الاحتياط، ويهذي باسمه وتوقظه أمه من نومه وتقول له ما هذه الأسماء التي تقولها! فهذا مؤشر بذرة تعصب خطيرة.



- مرحلة الحسد. وهي مرحلة يحسد فيها المتعصب الكرسي والمدرج والملعب على حضور تمارين النادي اليومية ويود لو كان منصة أو كرسيا في ملعب فريقه المحبوب حتى لا تفوته شاردة ولا واردة في النادي لدرجة أنك تستطيع أن تسميه (أبو كرسي) من شدة حسده للكراسي القابعة في ملعب ناديه المفضل!

- مرحلة الزهايمر الرياضي. وهي مرحلة يتحمس فيها المتعصب وهو ينظر للمباراة دون أن يتذكر منها شيئا، أو يتابع أي شيء، ألم تشاهدوا مشجعا أعطى ظهره للملعب وهو يشجع، فهو يركز على أشياء جانبية مثل حث صاحب (الطار) على مزيد من التطبيل للنادي، أو يتابع تحرش حارس الخصم بهجومهم رغم أن الكرة هجمة مرتدة على فريقه، ويقفز فرحا بالهدف وهو لم يشاهد أيا من «الأهداف الخمسة»!



- مرحلة الإحصاءات المزيفة وهي مرحلة يعتقد فيها أنه في عام 1013 هجري حصل فريقه على المركز الثاني في دوري الناشئين في دوري الدرجة الأولى في العصر العباسي.



- مرحلة اللا حياء، وهي مرحلة يكذب فيها، ويعرف أنه يكذب ويظهر كذبه ولا يخجل من الكذب، ويعيد الكذبة مرة أخرى لدرجة أنك تربط بين شخصيته وناديه والكذب!



- مرحلة الغداء في الملعب، وهي مرحلة أن تصل بالمشجع أن يأخذ غداءه معه لمشاهدة المباراة التي ستقام عند الساعة التاسعة مساء، وأثناء المباراة هو المشهور والمعروف بتوجيه اللاعبين ووضع خطة اللعب وبحث التشكيلة وهو يقبع في الكرسي الواقع تحت ساعة الملعب!



- مرحلة الدندشة الرياضية وهذه مراحل، تبدأ بالسبحة وتمر بمرحلة معلقات شعار ناديه على السيارة وغرفة النوم مرورا بمرحلة شعار النادي على الجوال (غطاء خلفية ميدالية) وتنتهي بأن يلبس شماغا بألوان فريقه.



- مرحلة البكاء والعزلة والاختلاط، وهي مرحلة أن يبكي إذا فاز فريقه ويبكي إذا تعادل ويبكي إذا هزم. ويعتزل العمل والأهل والاستراحة إذا هزم فريقه، وتأتيه هستيريا حب الاختلاط بالناس إذا فاز فريقه لدرجة أنه يود أن يتوقف في أول مناسبة زواج ويقبل كل الرجال في القاعة، ويشرح لهم كيف فاز فريقه

المفضل، وكيف سجل اللاعب الأجنبي هدف النادي الأخير!



وأخيرا الخوف أن يصل مستوى التعصب للتهجم اللا أخلاقي على الناس، أو أن يموت المتعصب متوسدا متوشحا مكفنا بشعار فريقه!



@Halemalbaarrak