سلطان بن سلمان : معرض روائع آثار المملكة في كوريا الجنوبية تلاقي لحضارتين عظيمتين

الاثنين - 08 مايو 2017

Mon - 08 May 2017

أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، أن معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية- روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي فتح أبوابه في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول هو ليس فقط عن الآثار، بل للتعريف بدولة مهمة على المستوى العالمي وشريك أساسي ساهم في بناء اقتصاد كوريا الحديث.



وقال لوسائل الإعلام بعد افتتاح المعرض اليوم: " هذا المعرض هو تلاقي لحضارتين عظيمتين، وهو ليس قطعاً أثرية فحسب بل رسالة للتعاون بين الشركاء، والتعارف مع من نتبادل معهم اقتصادياً وننسق سياسياً، فالشعوب والحكومات تعزز من تعاملها وثقتها بمقدار معرفتها بعراقة من تتعامل معه ومكانته عبر الزمن، والبشر مجبولون على زيادة التعاون مع من يعرفون أهميته ومكانته الحضارية، فمثلما أن لدى الكوريين اعتزاز بتراثهم الذي يعود لخمسة آلاف سنة فإن السعوديين يقفون في الجزيرة العربية على تعاقب حضاري لآلاف السنين، وحضاراتهم أثرت العالم وأضافت للموروث الإنساني منذ بدايات التاريخ، وكانت هي مهد هذه الحضارات ونقطة التقاء للتجارة العالمية والهجرات البشرية ومنطلقاً لها، لتتوج ذلك بأن كانت مهد رسالة الإسلام العظيم الذي انتشر في أصقاع الأرض ومتمماً للحضارات التي سبقته ومثرياً للبشرية بعد نزول خاتمة الرسالات في الأرض التي اختارها الله لتكون منطلقاً لرسالته السمحة .



وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى أن المعرض يعد أول معرض ثقافي حضاري بهذا الحجم يقام في كوريا لدولة أكد المسئولون الكوريون أنها كانت المساهم الأساسي في بناء الاقتصاد الكوري، مضيفا أن المعرض يكسب أهمية خاصة لأصدقائنا الكوريين الذين يحفظون للسعودية الكثير من الفضل في ازدهار اقتصادهم وتقدم بلادهم، وهو الدور الذي نص عليه مؤسس اقتصاد كوريا الحديثة في كتابه، ويحفظه مسؤولو الدولة والمطلعون على حراكها الاقتصادي، ويمثل هذا النوع من المعارض حاجة أساس لتقديم المملكة بوصفها دولة ذات حضارة وتاريخ عريق وحضور عالمي مهم، ونافذة يطل العالم منها على حضارة المملكة وثقافتها وأسرار قوتها ونمائها، لنقدم بلادنا بالمكانة التي تستحقها بين الأمم المتحضرة التي تقف على ثراء تراثي وحضاري .



وقال الأمير سلطان بن سلمان إن السياحة والتراث في المملكة هي اليوم صناعة متكاملة تقوم عليها قطاعات مكملة لها مثل النقل والترفيه والثقافة وقطاعات أخرى لا يكون لها أن تقوم وتزدهر بدون وجود منصة متكاملة لصناعة السياحة، وهو ما استثمرت فيه الدولة عبر إنشائها للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي عملت بمنهجية واضحة وتوازن كبير لوضع أسس ثابتة لهذه الصناعة بأنظمتها وتشريعاتها وشراكتها مع المجتمع الذي عملت معه وهيأته لينطلق من مرحلة التوجس من السياحة إلى القبول بها وصولاً إلى المطالبة والإلحاح لتوفير الخدمات السياحية المبنية على قيم المجتمع وما توافق عليه المواطنون، إضافة إلى العناية بالتراث بكل جوانبه بوصفه مكوناً أساساً في هوية المواطنين وعنصراً أصيلاً في كينونة الدولة والمجتمع .



وأضاف: "نظرتنا للتنمية التي تعلمناها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والتي تمثلها في كل مراحل حياته الإدارية الزاخرة بالإنجازات، وعرفناها باستقراء مسيرة قادة هذه الدولة منذ تأسيسها، تقوم على عناصر مهمة غير البناء الحسي والمشاريع الإنشائية، في مقدمتها احترام القيم وتقدير التراث، واستدعاء الدروس والعبر من الماضي للانطلاق بتوازن وواقعية للمستقبل.



وكان معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية- روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" قد افتتح اليوم الاثنين 12 شعبان 1438 هـ الموافق 8 مايو 2017م، في المتحف الوطني بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول، برعاية الأمير سلطان بن سلمان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الاستراتيجية والمالية الكوري الدكتور يو إل هو، وبحضور وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح ، ووزير الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا الجنوبية سونق سو كيون، وعضو مجلس إدارة الهيئة الدكتور عبدالواحد الحميد، ومدير عام المتحف الوطني الكوري يي يونق هون.



وقال الأمير سلطان بن سلمان في كلمه خلال حفل افتتاح المعرض: "جئنا لنعرف الحضارة الكورية العريقة بحضارتنا الضاربة في التاريخ، من خلال معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور"، في محطته الثانية عشرة عالمياً، والثانية آسيويا بعد أن أعلن خادم الحرمين الشريفين بدء جولة المعرض آسيويا"، كما عبر عن اعتزاز المملكة بإقامة هذا المعرض المهم عالميا في كوريا الجنوبية التي تربطها بالمملكة علاقات تاريخية وثيقة ومميزة.



وتابع الأمير سلطان بن سلمان : " كوريا دولة عظيمة بثقافتها وتراثها ومواطنيها وقيم العمل فيها، والسعودية كذلك دولة ذات تاريخ عظيم وحاضر مزدهر، لذا فهما يفهمان لغة الخضارة والأصالة"، مشيرا إلى أن كوريا أسهمت في مشاريع البنية التحتية للمملكة، التي أسهمت في بناء الاقتصاد الكوري الحديث، كما أن كوريا دائماً قريبة من المشاركة في مشاريع التطوير والتحديث التي تعيشها المملكة باستمرار، مشيرا إلى أن المملكة وقعت مع الجانب الكوري على برنامج للتعاون في مجال السياحة والحرف اليدوية في العام 2013م والذي نفذ من خلاله معرض للحرف الكورية في الرياض، وتدريب عدد من الحرفيين السعوديين في كوريا على حرفة الخزف.



وقال الأمير سلطان بن سلمان :" تكمن أهمية هذا المعرض أنه يري العالم أن المملكة ليست بلداً قام على النفط ولا يحسن بنا أن يعرفنا العالم وكأننا نسكن على ناقلة نفط، صحيح أننا نعتز بالنفط ونتمنى المزيد من الازدهار له، لكننا نعتز أكثر بما سخرت الدولة من عوائد في بناء الإنسان وازدهاره، واعتزازنا الأكبر يبقى بهويتنا وتاريخنا والتميز الحضاري المتوج باصطفاء الله لأرضنا لتكون مهبط الوحي ومنبع الإسلام، ونفخر أكثر ما نفخر بمواطني المملكة الذين هم السر الأكبر لنماء المملكة وازدهارها واحترام دول العالم لها، فهم من بنى بلادهم كما بنى اسلافهم حضارات عظيمة ونالوا احتراماً ومنعة بين حضارات العالم".



بدوره ثمن مدير المتحف الوطني الكوري في كلمته إقامة المملكة معرضا لحضاراتها في كوريا، مشيدا بما يربط البلدين من علاقات قوية، معربا عن تقديره لاختيار المتحف الوطني بسيؤول ليكون إحدى محطات معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية" الذي أصبح اسماً كبيراً في عالم معارض الآثار وتتنافس المتاحف لكسب شرف استضافته لقيمته العلمية وتنوع الحضارات التي يحتويها والمستوطنة في بقعة جغرافية واحدة عبر الأزمان .



وأكد أن كثرة السؤال من المواطنين الكورين عن موعد افتتاح المعرض التي يتلقاها المتحف يعطينا انطباعاً بمقدار تلهف الكوريين للتعرف على حضارة لم تكن معلومة عندهم وتاريخاً ممتداً لشعب ارتبطت به النهضة الاقتصادية الحديثة لكوريا.



وتغطى قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة منذ عام 1744م إلى عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله -.