آلاء لبني

البلدية والإدارة البيئية

السبت - 06 مايو 2017

Sat - 06 May 2017

شدني خبر قرأته في صحيفة البيان في 27 مارس: استقبال مركز البيئة للمدن العربية التابع لبلدية دبي وفدا سعوديا من أمانة العاصمة المقدسة، بهدف بحث المبادرات البيئية والاستدامة بين الجانبين وتفعيل التعاون وتعزيز الشراكة ونقل التقنيات الحديثة في مبادرات التوعية البيئية. تعجبني الكلمات القوية الرنانة!

للأسف لم تقدم أمانة العاصمة على أرض الواقع تغييرات جذرية في الخدمات المقدمة سواء الإنشائية أو الصحية المناسبة للبيئة والمحافظة عليها.

أتمنى من الأمانة أن تكون الزيارة بهدف الاستفادة والتطبيق وليس الترفيه للموظفين! مع كل الاحترام لبلدية دبي وأمانة العاصمة المقدسة، المشاكل البيئية عديدة وأسبابها معروفة كمشاكل السيول والتصريف، وكل ما ينقصها حلول قابلة للتطبيق بتكلفة مناسبة. فقبل التقنيات الحديثة ليت البلديات تكف عن قطع الأشجار من الجزء العلوي ومن منتصف الجذع بشكل يدمي القلب، ظاهرة متكررة، ما الحكمة من قطع ظل الشجرة؟ إن كان نبينا ينهى عن قطع الأشجار في الحروب، فلماذا بلديات مكة تتفنن في ذلك؟! تريد توعية المجتمع بالبيئة وهي ينقصها الفهم والدراية أساسا بها!

وبدل أن تتفنن في ترتيب الحدائق والمتنزهات وزراعة أحواض التشجير، وتحسين مستوى جودة الهواء في مكة، تتفنن في الإهمال وقص الأشجار.

المشاكل البيئية متنوعة ومخاطرها عديدة، ومكة ليست كغيرها من المدن وحاجتها مضاعفة بسبب ارتفاع أعداد القادمين إليها، لذلك أمانة العاصمة المقدسة يجب أن ترفع من مستوى خدماتها بانتهاج أساليب تطبيقية فعالة، حظي بعض موظفيها وقيادييها في سنوات الرخاء السابقة بعدد من الدورات الخارجية واطلعوا على التقدم الخدمي في عدد من الدول، والذي يجب أن يتمثل على أرض الواقع بما يتناسب مع بيئة مكة ووضعها ومكانتها الدينية.

مثلا إحدى أهم المشكلات إدارة النفايات بأنواعها، هل تتعامل الأمانة بأسلوب علمي في اختيار مواقع ردم وتجميع النفايات سواء النفايات المنزلية، أو نفايات البناء؟! أم هي باقية منذ سنوات طويلة على ذات المنهج! هل تستفيد الأمانة فعلا من إدارة نظم المعلومات الجغرافية في هذا الميدان؟! أم مجرد تجميع بيانات في الحواسيب؟!

طبعا النفايات الطبية تسربها واختلاطها بالمياه الجوفية أشد خطرا من النفايات المنزلية، وهي مسؤولية وزارة الصحة ولا نعلم وضعها مع أن المفروض تكون من اختصاص البلدية، أو على الأقل يرجع اختيار المواقع المناسبة لوزارة الشؤون البلدية.

التوعية والمبادرات شيء جميل كيوم الشجرة، وإصدار الكتيبات وملصقات عن إعادة التدوير، ولكن مع التوعية بالسلوك الحضاري لفرز النفايات وإعادة التدوير على البلديات توفير حاويات مخصصة للفرز في كل حي.

تتجاوز فوائد التدوير الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية والتقليل من الملوثات وانبعاثات الغازات الدفيئة إلى الحل الاقتصادي في الاستفادة من المواد القابلة لإعادة التدوير وخلق فرص استثمارية وتوفير مواد خام لمختلف الصناعات، إضافة إلى تخفيض تكلفة النظافة. التعامل مع هذه التحديات يتطلب تضافر الجهود بين وزارة الشؤون البلدية ووزارة البيئة لإدارة مستدامة متكاملة، خاصة مع الزيادة المطردة في حجم النفايات، وعدم كفاءة السياسات الحالية.

الأمر ليس بهذه السهولة ولكن التخطيط ووضع الاستراتيجيات التنموية وفق المعيار البيئي سيكفل تحقيق مفاهيم نقرأ عنها ونسمع عنها وتغيب على الواقع كالتنمية المستدامة.

الثروة الحقيقة التي لا تقدر بثمن الأرض التي نعيش عليها، نأمل في السنوات المقبلة أن تحظى المنظومة البيئية بكل مكوناتها بألوان التحسين والتطوير.

Alalabani_1@