هل تستطيع إجبار عقلك على النسيان؟

السبت - 06 مايو 2017

Sat - 06 May 2017

إننا في محاولات دائمة لإبعاد الذكريات التي تؤلمنا، ونعاني الخوف من استرجاعها، وعندما تتبادر مثل هذه الذكريات بشكل غير مقصود إلى أذهاننا، نحاول قمعها بشكل سريع.



ولكن هل فعلا هذا القمع المتكرر يجعلنا أقل تذكرا للأحداث بعد سنوات عدة؟



أجابت عن ذلك سلسلة من الدراسات التي أجراها الأخصائي النفساني "مايكل أندرسون" وزملاؤه من جامعة ولاية أوريجون، وكانت النتيجة:



الإنسان فعلا يتدخل في مهام الذاكرة، وبمرور الوقت يقمع الذكريات المشتتة والصادمة وغير المرغوبة، ومع ذلك لا يزال الجدل قائما حول ما إذا كان بالإمكان تطبيق نتائج دراسته المختبرية على أرض الواقع.



وبحسب "American Psychological Association"، أقر الدكتور "مايكل" ما جاء به "سيجموند فرويد"، الطبيب النمساوي المختص في الطب العصبي الذي يقول "الذكريات غير المرغوبة يمكن أن تنسى، حيث يتم إرسالها إلى اللا وعي وهذا تحديدا ما يسمى بالقمع".



وقد استخدم أسلوب "فكر/ لا تفكر" في دراسته بحيث يطلب من كل واحد من المشاركين في الدراسة (32 طالبا جامعيا) أن يتعمد تذكر أو عدم تذكر أزواج من كلمات معينة، وأخيرا طلب منهم الكلمة المقترنة بالكلمة الثانية.



ووجد مايكل أن 20% من المشاركين يميلون لتذكر الكلمات التي سبق أن طلب منهم تذكرها أكثر من الكلمات التي طلب منهم قمعها، وفي نهاية دراسته أعطى مايكل دليلا قاطعا على أن القمع أمر حقيقي بالفعل.



وبالمثل، أجرت دكتورة علم النفس "ماري بانك" من جامعة كولورادو بولدر تجربة مماثلة، لكنها كانت تطلب من المجموعة المشاركة تذكر أو عدم تذكر بعض الصور، وكانت الصور نوعين:

في أحدهما ترتبط بانفعالاتنا أما في الآخر فلا ترتبط بانفعالات، وتوصلت "ماري" إلى نتيجتين هما: أن المشاركين تذكروا الصور التي طلب منهم تذكرها سابقا بشكل أفضل، وأن تذكر الصور المؤثرة على عواطفنا أقوى من الصور المحايدة للمشاعر.



لكن ما لبثت تلك النتائج أن كانت موضع جدل بين الباحثين، فقد كان من الصعب على بعضهم إثبات نتيجة دراسة الدكتور "مايكل" والدكتورة "ماري"، لأنه باعتقادهم أن آلية الدكتور مايكل معتمدة على القمع المتعمد في حين أن نظرية فرويد مبنية على القمع اللاواعي.



على كل لا تزال الدراسات في بداياتها وهي بحاجة إلى سنوات كثيرة من البحث، لكنها مسألة جديرة بالاهتمام حسبما قاله الدكتور مايكل.