رسالة من برشلونة.. لا تفقد الأمل

الجمعة - 05 مايو 2017

Fri - 05 May 2017

أعترف أن علاقتي بالشأن الرياضي تساوي صفرا أو أقل منه، لكن لفت انتباهي مؤخرا فوز فريق برشلونة على فريق باريس سان جيرمان في مباراة الإياب بنتيجة 6/1 في دوري أبطال أوروبا 2017. فبعد خسارة فريق برشلونة في مباراة الذهاب بنتيجة 4/0 في باريس تمكن من الفوز والتأهل واستطاع أن يقلب خسارته إلى فوز مذهل تاريخي - سيبقى عالقا في أذهان الأجيال القادمة - ويتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. يبقى السر الذي يجهله كثيرون في الفوز المعجزة لفريق برشلونة أنه لم يفقد الأمل في الفوز وواصل العمل بجد حتى الدقائق الأخيرة من المباراة!

من يملك الأمل يملك كل شيء، وفي المقابل فإن من يفقد الأمل سيخسر الحياة وبهجتها. بوجود الأمل يحقق الإنسان أهدافه في الحياة، ولو أنه يراها صعبة مستحيلة؛ ومن علامات امتلاك الأمل تكرار المحاولة عند الفشل وعدم اليأس والثقة بالنفس مهما كانت الظروف سيئة والتحديات كبيرة. في عام 2003 أسس ثلاثة أشخاص في مدينة إسبو الفنلندية شركة لتطوير ونشر ألعاب الفيديو أسموها «روفيو». قام الشركاء الثلاثة بتصميم وإنتاج أكثر من 51 لعبة إلا أن جميعها لم تحقق ذلك المستوى الكبير من النجاح الباهر المقنع للشركاء وللجمهور المستفيد؛ كانت صعوبة الألعاب وتعقيدها من أسباب عدم تحقيق النجاح المتوقع!

وفي عام 2009 واجهت الشركة شبح الإفلاس لعدم نجاح تصاميم ألعابها السابقة؛ ولم يتبق لدى الشركة من المال ما يكفي لتصميم ألعاب أخرى؛ لكنهم لم يفقدوا الأمل في تحقيق النجاح وقرروا تصميم لعبة أخيرة ذات شخصيات مبتكرة غير مألوفة. كان الشركاء الثلاثة يستقبلون يوميا من فريق العمل المتعاون معهم العديد من الأفكار والاقتراحات لتصاميم ألعاب جديدة؛ وفي أحد الأيام قدم «جاكو ليسالو» أحد المتعاونين مع الشركة تصميم لعبة الطيور الغاضبة التي بمجرد تسويقها لاقت نجاحا كبيرا وأصبحت اللعبة من أشهر الألعاب على الهواتف الذكية لسهولتها وبساطتها؛ ووصل عدد مرات تحميلها حتى عام 2014 إلى أكثر من ملياري مرة وأدى نجاح تسويق اللعبة إلى مضاعفة القيمة السوقية للشركة مرات عدة!

أخيرا.. الفشل الحقيقي يا صديقي هو أن تكف عن المحاولة، فليس عيبا أن تفشل في عملك أو تجارتك أو علاقاتك مع الآخرين، ولكن العيب أن تستسلم للفشل وتكف عن المحاولة، لذلك لا تفقد الأمل.. فالحياة كفاح!