عبدالغني القش

تنظيم منيف.. في المسجد النبوي الشريف

الجمعة - 05 مايو 2017

Fri - 05 May 2017

لا يملك كل من يعاين التنظيم الراقي والترتيب المتقن في أرجاء المسجد النبوي الشريف، إلا أن يرفع أكف الضراعة لحكومة هذه البلاد، ممثلة في القائمين على الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، نظير ذلك الجهد الخارق والمستمر، سواء في الساحات أو الفرش أو السقيا أو تنظيم أوقات الزيارة للروضة الشريفة والسلام على النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وصاحبيه الراشدين رضي الله عنهما.



وللمزيد من المحاولات للوصول لأقصى الدرجات من النجاح والتكامل في تقديم منظومة من الخدمات تم وبتوجيه من الرئيس العام معالي الشيخ أ.د عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس مؤخرا تشكيل مجلس استشاري للمسجد النبوي الشريف بمسمى «المجلس الاستشاري لرواد المسجد النبوي الشريف» وقد شرفت بأن أكون أحد أعضائه.



وتناول المجلس رسالة يتم تداولها في برامج الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي تدعي كاتبتها أمورا هي من العجب بمكان وتحوي مجموعة من الأكاذيب فيما يخص زيارة النساء للروضة الشريفة، وانتشرت بشكل عجيب، فكان أن تم تشكيل فريق للوقوف مباشرة على ما يجري في هذا الجانب وبشكل عملي بعيدا عن التنظير والرد الكتابي لتتضح لحقائق وتسطع البراهين.



والحق أن التنظيم الذي وقف عليه الفريق يعد بحق أنموذجا يصح أن يقدم لدارسي عملية تنظيم الحشود وتفويج الوفود؛ حيث توجد خمس بوابات وعدة شاشات تتحدث عن آداب الزيارة بكل لغات العالم الحية، ثم يتم فتح البوابة الأقل كثافة بعد تحديد مسارين أحدهما للذهاب والآخر للعودة، فتفح البوابة ويخرج النساء – وبطبيعة الحال فإن الهرولة والجري أمر طبيعي- فيذهبن ويصلن ليجدن المرشدات ويصلين ويزرن ثم يعدن من المسار الآخر.



وقد تم وضع نموذج جديد للمسارات، لكن الجميع أجمع على عدم مناسبته لأمور عدة، ويستمر التفكير في الابتكار والتجديد لتبديل الأشرعة المستخدمة حاليا بأخرى، ولعل القائمين على وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي يصلون لحل قريبا.



أما تنظيم الساحات فلك أن تتصور كيف أنه وقبيل الصلاة بساعة أو أقل يتم تحديد المسارات وفتح الطرقات وبطريقة تم التمرس عليها بحيث لا تستغرق سوى دقائق معدودة، حتى إذا ما وصلنا لساحات النساء وجدنا أيضا خصوصية ومراعاة لذوي الاحتياجات الخاصة بحيث يصلي الزوج والزوجة أو المرافقين لبعضهما في منطقة محايدة، مما يعني عدم إغفال هذا الجانب الإنساني الهام.



وكم كان رائعا وجود مقرئين تم تعيينهم من قبل وكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي لتصحيح الفاتحة وتعليم التلاوة الصحيحة لقصار السور، في مشهد روحاني وكثافة عجيبة.



ثم وقف الفريق على عملية إخلاء الجزء المخصص في الروضة لزيارة النساء من وجود الرجال وفي دقائق معدودة، في عملية سلسة وبجهود مخلصة تهدف لراحة الزائرين والزائرات.



وفي هذا الجانب قام الفريق باستطلاع الآراء وبشكل عشوائي سواء من الزائرين أو الزائرات، وقد أكدوا الارتياح والرضا التام عن الخدمات المقدمة مع الدعاء لحكومتنا الرشيدة بالتوفيق والتأييد.



وبقي الوقوف مع تلك الرسالة وتتبع من كتبها والتي رمزت لاسمها بأنها زائرة للمسجد النبوي، فدست السم في الدسم وكالت عبارات جائرة يترفع القلم عن وصفها؛ لتنال العقوبة الرادعة المستحقة.



وختاما فإن الحرمين الشريفين محل اهتمام وعناية قادة هذه البلاد وقد ارتضى ملوكنا لقب خادم الحرمين الشريفين، مما يعني اعتزازهم بهما وبخدمتهما، ومثل هذه الرسائل المغرضة لن تزيد القائمين على خدمتهما إلا إصرارا وعزيمة وبذلا لمزيد من الجهد والتفاني للارتقاء بالخدمات المقدمة كما يؤكد على ذلك دوما معالي الشيخ عبدالرحمن السديس، ويبقى دور إعلامنا هاما في إبراز تلك الجهود بالصورة المرضية للعالم، فهل يتحرك إعلامنا؟



[email protected]