شاهر النهاري

إيران وفاتورة القلق

الجمعة - 05 مايو 2017

Fri - 05 May 2017

حسب قناة (آر تي) الروسية 10 /2 /2017، فإن الرئيس الأمريكي ترمب قد دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني للحذر، بسبب ما نقلته وسائل إعلام عن تصريحاته في طهران أثناء الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية، وبقوله إن إيران أظهرت خلال 38 عاما منذ الثورة أنها «تجعل أي شخص يتحدث للإيرانيين بلغة التهديدات يندم».



وقال ترمب «احترس أفضل لك»، وكأن ذلك يأتي استكمالا لتحذيره السابق في 2 فبراير بعد انتهاك طهران للاتفاق النووي مع الغرب من خلال إطلاق صاروخ باليستي.



حالة من الاستثارة والشد، ولو أن البعض يهون من قيمتها، ويعتبرها مجرد مسرحية لفرد العضلات من الطرفين، وأنها تحاك ظاهريا، بينما يكون ما يحدث في الخفاء بردا وسلاما!



وحسب قناة العربية 5 مايو 2017، فقد صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء الماضي في كلية «العلاقات الدولية» بطهران، وبمناسبة يوم المعلم الإيراني: إن الهجوم على السفارة السعودية بطهران، مطلع العام الماضي، كان «حماقة تاريخية وخيانة من جانب المهاجمين»، دون أن يسميهم، وأضاف «كنا على وشك الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1 وحدث أمران مهمان: الأول الهجوم على السفارة السعودية، والثاني أسر عشرة جنود أمريكيين في الخليج، (مؤكدا): لقد كانت إدارتنا للحادثة الأولى سيئة، والثانية جيدة».



ثم أضاف وزير الخارجية الإيراني «لن أتطرق إلى الادعاء الذي يقول إن الهدف من وراء الحادثتين كان الحيلولة دون الوصول إلى الاتفاق النووي، لكن طريقة الإدارة أمر مهم جدا».



وكانت السعودية قد رفضت اعتذار إيران عن الهجوم على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، والذي تقدم به مندوبها لمجلس الأمن.

وحول موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من سوريا قال ظريف «بعد وصول دونالد ترمب للرئاسة قال البعض إن ترمب سينشغل بالمشاكل الداخلية ولا يريد الدخول في الأزمات الدولية، لكن حادثة الهجوم الكيمياوي غيرت الأمور بشكل كامل»، مشيرا لاستغرابه من الضربة الأمريكية.



عوائق وصعوبات تتراكم على الحكومة الإيرانية، فتأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى السعودية والمحددة في 23 من مايو، باعتبارها أول رحلة خارجية له، وأول زيارة في التاريخ لرئيس أمريكي لدولة عربية أو إسلامية في زيارته الخارجية الأولى، بعد التمهيد لذلك من خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مارس الماضي لواشنطن، مما يبشر بإعادة ترتيب العلاقات الأمريكية السعودية، ويجعل الأمر أكثر سوادا في أعين الحكومة الإيرانية التي بدأت تقر بما وصلت إليه معطياتها ومصيرها.



ما يحدث في إيران وحولها عجيب، فهي بلد تصدير الثورة، وهي المتدخلة عبر أياديها وأحزابها في دول عربية عدة، وهي المحاربة بالإنابة في سوريا واليمن، وها هي تجد الحلقات تزداد ضيقا حولها، خصوصا بعد أن صرح الأمير محمد بن سلمان في مقابلة الأسبوع المنصرم باستحالة التعامل دبلوماسيا مع نظام يعيش على التوقعات الغيبية، ويسعى لتهيئة المناخ لعودة المهدي المنتظر، ويتبنى دستورا يرتكز على تصدير الثورة.



شخصيا، بودي أن أصدق حقيقة ندم الحكومة الإيرانية، وشعورها بجدية ما يحدث حولها، وأن تغير من أهدافها الشريرة، حتى لا يدفع بلدها وشعبها فاتورتها الباهظة، وبمصداقية لا يتضح لاحقا أنها كانت مرحلة تحايل جديدة.



[email protected]