دبلوماسية الوضوح السعودي تتجاوز التباينات وتودع المجاملات

كرستها إجابات ولي ولي العهد حول العلاقات مع مصر واستحالة التقارب مع إيران
كرستها إجابات ولي ولي العهد حول العلاقات مع مصر واستحالة التقارب مع إيران

الخميس - 04 مايو 2017

Thu - 04 May 2017

فيما اعتاد السياسيون حول العالم على تغليف مواقفهم بالدبلوماسية المطلوبة التي قد تتيح قراءتها على أكثر من وجه، انقلبت دبلوماسية الوضوح السعودية على هذه القاعدة بنحو كبير، وبدا ذلك جليا بالإجابات القطعية التي أدلى بها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان خلال حديثه عن علاقات بلاده مع مصر من جهة، وانعدام فرص التقارب مع إيران من جهة ثانية، وتشخيصه لواقع الحال في اليمن من جهة ثالثة.



هذا الوضوح المتنامي في الدبلوماسية السعودية، بدأ يأخذ طريقه إلى كل مراكز صناعة القرار في العالم، الأمر الذي حول الرياض خلال السنتين الماضيتين لتكون عنصرا فاعلا لا يمكن تجاوزه في صياغة القرارات المصيرية لجميع الملفات التي تشغل منطقة الشرق الأوسط والعالم.



ويرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي أن الدبلوماسية السعودية تعيش مرحلة مختلفة وفاعلة وحاضرة على المسرح الدولي، لافتا إلى أن الجديد فيها يتمثل بالوضوح والمباشرة وتسمية الأشياء بأسمائها دون أدنى مواربة أو مراوغة، وهو ما انعكس جليا في حديث ولي ولي العهد الأخير،خاصة حول ملف استحالة التقارب مع النظام الإيراني، ووضوحه في تحديد الأطراف التي لا تريد للعلاقات السعودية المصرية أن تظل صامدة كما هي عليه الآن.



وانتهجت السياسة الخارجية السعودية نهجا جديدا خلال الـ24 شهرا الماضية، وصفه الحارثي بأنه يستند إلى الواقعية السياسية والبرجماتية، الأمر الذي أسس لقاعدة أن الاختلاف مع دولة ما في بعض الجزئيات لا يعني القطيعة، وهو ما تمثل بوضوح كبير في العلاقات بين الرياض وموسكو، والتي لم تتأثر بالتباين الحاصل في الملف السوري على سبيل المثال، بل أسس البلدان خلال هذه الفترة عددا من الشراكات ذات المنفعة الاقتصادية للجانبين.



وبدا الحارثي خلال حديثه لـ«مكة» مقتنعا بحقيقة نضوج الدبلوماسية السعودية خلال السنتين الأخيرتين، وهو ما أعطى للرياض هذا الحضور المتميز على الساحة الدولية حتى باتت رقما لا يمكن تجاوزه، فهي من جهة تقود العالم العربي بامتياز، ومن جهة ثانية تترأس التحالف الداعم للشرعية في اليمن، ومن جهة ثالثة بادرت بإنشاء تحالف إسلامي عسكري خاص بمكافحة الإرهاب، كما تشارك من جهة رابعة في التحالف الدولي الخاص بالحرب على داعش في سوريا والعراق.



وفسر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى متانة العلاقات السعودية المصرية رغم كل التكهنات التي تثار حول ترديها، بإيمان قيادتي البلدين بأن هناك من يريد خلخلة العلاقات العربية العربية، ودق إسفين الفتنة فيما بينها، والدفع باتجاه انهيار التضامن العربي، موجها أصابع الاتهام في محاولة التشويش على العلاقات بين الرياض والقاهرة إلى الأطراف المحسوبة على إيران بشكل مباشر، والتي يمثلها ما يسمى بمحور الممانعة الذي يجمع النظامين السوري والإيراني وميليشيات حزب الله، مبينا أن هذا المحور أمعن في التصيد بالعلاقات السعودية المصرية لكونه أكثر المتضررين من عودة بناء منظومة العمل العربي المشترك الذي يمثل فيه السعوديون والمصريون حجر الزاوية.



لماذا يثق العالم بسياسة الرياض الخارجية؟



1 حاملة لواء مكافحة الإرهاب

2 المبادرة في ترسيخ مفهوم الإسلام المعتدل

3 قائدة مواجهة المشروع الفارسي والتمدد التوسعي



.. وكيف تم ذلك؟

  • قيادتها للعالم العربي ولجهود إعادة التضامن من جديد

  • ترأسها للتحالف الداعم للشرعية في اليمن

  • تأسيسها للتحالف العسكري الإسلامي الخاص بمكافحة الإرهاب

  • مشاركتها الفاعلة في جهود التحالف الدولي الخاص بمكافحة داعش في سوريا والعراق


ما هي العوامل التي ساعدتها؟

1 التموضع الجديد للسياسة الدولية

2 السيولة السياسية للأحداث

3 تغير السياسات السعودية الداخلية