فايع آل مشيرة عسيري

ذئاب التحرش!

الخميس - 04 مايو 2017

Thu - 04 May 2017

ظل التحرش من الخطوط الحمراء التي لا تقرأ ولو لمجرد القراءة فقط .. وظل من الأبواب الموصدة التي لا تفتح مهما كانت الدوافع والأسباب..!

وحين تتجسر كي تنبش عش الدبور وتفتح ذاك الباب الموجوع فكأنك قد فتحت الكثير من أبواب النيران وألسنة اللهب، وحينها تعلم كيف أنك قد اقترفت ذنبا محرما لا توبة لك منه!

زادتها الأعراف القبلية وثقافات العيب وتسلط العيون وربما أضحيت عرضة للتوبيخ والإقصاء والقذف وخدش الحياء والذوق العام والخاص وأحاديث الدهماء..الخ

قضية التحرش قضية حساسة جدا، ولكن بدأت تتسع وبشكل يثير فيها الكثير من الاستفهامات، وبدأت تنتشر في أوساطنا دون أن نشعر بها، ولذا يجب أن يسلط عليها الضوء من خلال برامج التواصل الاجتماعي، وتسليط الضوء على هذه القضية الاجتماعية التي بدأت تحتل مسمى «ظـاهرة» من خلال الإعلام المرئي والمقروء والمسموع!

ولعلها فرصة لتقديم الشكر والثناء للقناة السعودية الأولى وهي تعرض مشهدا تثقيفيا ولدقائق معدودة يوحي بخطورة التحرش، وتلك الأم المكلومة وهي تودع ابنها مع ذاك السائق المجرم؛ كي يذهب به للمدرسة ولن أنسى قصة اللوحة العملاقة في إحدى مطارات المدن الخليجية مكتوبا عليها:

«اجعل بينك وبين من يسبقك مسافة كافية»، وهي تشابه لحد كبير دعاية إعلانية في بداية مطار أبها مع فارق الفكر والهدف والطموح..؟!

وما أكثر المشاهد في طوابير الانتظار زرافات ووحدانا..!

من هنا كان دور التثقيف التربوي والسلوك الحضاري للشعوب وهو يحذر ويندد بخطورة الدواعي الأولية للتحرش!

في الوقت الذي ظلت مناهجنا التعليمية عقيمة بعيدة عن واقعية الحياة وأولها البيئة المدرسية، قضية التحرش باتت تشكل خطرا بالغا على أطفالنا من الجنسين، وبتنا معها مشغولين بالحياة ومشاغلها ومشكلاتها التي أنهكت أجسادنا وقلوبنا وتفكيرنا.. فكم من طفولة مشروخة وبراءة مخدوشة بيننا كانت بسبب تكميم الأفواه وتكتيم الحقيقة وخطورة القضية في الوقت الذي يجدها ذئاب التحرش فرصة كي يقتلوا أحلاما طفولية كانت لها أحلام بأن تصبح عضوا نافعا في مجتمعه ولقمة سائغة لاغتيال طفولة لا تعي خطورة ما غرر بها لينشأ عديم الثقة وقد يعاني الشذوذ القسري وقد قتل فيه الطموح في ظل انفلات أسري وغياب الحرص والترشيد مما يؤدي للانحراف وطريق المخدرات، وربما يصادر انتقامه لأجيال قادمة للحياة بريئة لا تعلم عن شيء ولا تفقه في شيء.

ومضة:

تقول أخصائية العلاج والإرشاد النفسي «هيا حمد السويلم»:

لكي نحمي الطفل من قضية التحرش الجنسي لا بد من زرع القيم والمبادئ الحقيقية والتدريب على الحياء والمحافظة على حشمة اللباس، ويجب عدم مبيت الأطفال خارج المنزل دون وجود الأب والأم، إلا للضرورة القصوى وتثقيف الطفل عن خصوصية جسده، إضافة للحب والاحتواء وبناء علاقة قوية مع الطفل.