ضلع أعوج.. معرض جاد لفنانة حقيقية

الاثنين - 01 مايو 2017

Mon - 01 May 2017

في فضاءات لونية عميقة التعبير والتأثير حلق بنا معرض «ضلع أعوج» من خلال ما يقارب الـ 40 عملا فنيا في رحلة تروي قصة الأنثى ومعاناتها بصمت الألوان قبل بوح الحروف التي كانت تتوارى في هدوء خلف مساحات صارخة من التشكيل.

في معرضها الفني الذي افتتحه الفنان الكبير ضياء عزيز ضياء مساء السبت في صالة نسما آرت بجدة، طرحت الفنانة التشكيلية العائدة إلى الساحة نادية أمين بوقري فكرتها من خلال أعمال تألفت من حروفيات وألوان وعملين مفاهيميين توسطا المعرض.

جسدت الأعمال في رسالة واضحة من خلال فكرة تشكيلية مبتكرة المعاناة المتكررة للأنثى في تطور حياتها منذ ميلادها، مثيرة التساؤل ومستفزة المتلقي في صخب ألوانها، تشدك في إصرار باحثة في عيون الحضور وضمائرهم عن اعتراف وعن تمكين.

عمدت الفنانة من خلال التآلف التشكيلي بين الحروفيات والألوان إلى استثارة إحساس المتلقي وفتح نوافذ الحوار معه، ليلامس عن قرب هذه المعاناة الأزلية للأنثى عبر الزمن مرورا بمراحل حياتها.

ونلاحظ في مجمل الأعمال القوة والتركيز على الألوان الأساسية، تأكيدا منها على أهمية الرسالة التي تعمل عليها وتسعى إلى ترسيخها، تاركة للإيحاء دوره كذلك في إطلاق التفسيرات المختلفة، والقراءات التي تصل إليها ثقافة الحضور وذائقتهم، حيث تنوع زوار المعرض الذي احتشد بالعديد من رموز الساحة الفنية والمشتغلين في مجال الفنون المختلفة والإعلام والمثقفين.

ويعد هذا المعرض استعراضا فنيا جادا يسهم في رفع مستوى المواجهة والمصارحة مع المجتمع الذي اختزن خلال مراحل طويلة من تاريخه مواقف وقناعات وأفكارا عملت على التقليل من دور المرأة، والتشكيك في قدراتها، وإبعادها عن المشاركة الفعالة في التنمية والبناء.

ومن خلال جولتي بين جنبات المعرض الذي نال تقدير كثير من الحضور، لاحظت اهتماما كبيرا بما تناولته الفنانة في أعمالها، مما فتح الكثير من النقاش حول دلالات اللون في توضيح فكرة الفنان ورسالته، وكذلك الارتقاء بالذائقة. وحسب الفنانة أنها نجحت في خلق المشاركة الوجدانية مع جمهورها، وقد يكون هذا أول ما سعت إليه، وهذا أول تأكيد ملموس لنجاح الفنان الحقيقي.

وتشهد جدة هذه الأيام حضورا فنيا وفعاليات ثقافية مميزة تدل على حراك نوعي في الساحتين التشكيلية والثقافية من الأطياف كافة.