عبدالحليم البراك

هاشتاق سيئ السمعة.. السينما ستأتي!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 01 مايو 2017

Mon - 01 May 2017

شاع وسم تويتري اسمه السينما ستأتي، وكأول سعودي في التاريخ، ليس لي رأي في هذا الموضوع مطلقا، لكن لدي حديث غير ممتع مع السادة أطراف النقيض.



أولا: أود أن أقول للمحافظين: هناك سر أود إخباركم به، توجد سينما في كل بيت، اسمها «نتفليكس» مقابل 37 ريالا و(نص ريال)، وهي عبارة عن سينما لا يحتاج الاشتراك فيها إلا حسابا بنكيا، يشاهد فيها الابن والبنت على هاتفهما الخلوي وعلى كمبيوترهما المنزلي والمحمول أفلاما سينمائية (+13) و (+16) و (+...) وفق التشريعات الأمريكية وليس وفق الضوابط الشرعية الإسلامية، وهناك شيء آخر اسمه «تورينت» منذ أكثر من عشرة أعوام وأبناؤنا يحملون منه الأفلام بترجمتها دون أن يستأذنوننا أو يستأذنوا أصحاب الأفلام نفسها (أبناؤنا يسرقون حقوق الأفلام) يعني مجانا يعني: بلا 37 ريالا ونصف المشار إليها سابقا!



إن أجمل مقاومة للسينما المزمع إنشاؤها أو السينما المنزلية المنشأة أصلا هي التربية في داخل البيت بدلا من مقاومتها، وهي في داخل جهاز كل من يود ذلك! ثم إن مشاهدة السينما مع الناس، عليها رقابة المنشأة ورقابة الناس، ورقابة الدولة، أما المشاهدة في المنزل (والاستراحة!) والجوال لا رقابة عليها إلا التربية (إن كان هناك تربية طبعا - طبعا فيه).



ثانيا: أود أن أقول لدعاة السينما: الترفيه ليس سينما فقط، لو أن أمورنا الترفيهية صلحت، ولم يبق فيها إلا السينما فإننا قدمنا انتصارا عظيما للعالم، وأقول لهم أيضا يجب أن تفكروا في قضية أن استنكار العالم لعدم وجود سينما في السعودية ليس لضرورتها، بل لأنها عندهم منذ سنوات ولا يستوعبون أن دولة نفطية لديها قدرة مالية ليس لديها هذا الترفيه الذي تعودوا عليه، فقط، هذا كل شيء ولا يعتبر دليل تخلف أو تقدم، كما لو سمعنا أن البيوت في هونج كونج وتايوان لا يوجد فيها مطابخ وإنما الأكل في المطاعم فقط. وهذا غريب فقط ولا يدل على تخلف أو تقدم!



ولو ركز دعاة السينما إلى ما هو أهم من السينما ترفيهيا، مثل حديقة ترفيهية في كل حي تحفظ الأطفال من الركض من حارة إلى حارة أو (في غير الترفيه) حفظ حقوق الوطن من سارق ومختلس ومختل، فإن هذا محسوب لهم في بنك التقدير لدى الناس، حيث يوجد مليون (ونص) مجال يتفق فيه الإسلامي والليبرالي من أجل وطن حضاري ومدن مدنية مثل حقوق الطفل والمرأة وتطوير الأنظمة وكشف الفساد يعني (حبكت) و(اختصرتوها) في السينما.

ما قبل الأخير: وهذه ملاحظة غير جديرة بالاهتمام: إن اعتماد السينما انتصار للأشخاص والتيار، وليس انتصارا للمدنية، وإيقافه وتأجيله انتصار لأشخاص وتيار وليس انتصارا لفضيلة.



أخيرا: وطن بلا سينما لا يموت، لكن وطن بفساد يموت، فعالجوا أسباب الفساد.



[email protected]