عبدالله المزهر

شعب يسكن الحافة

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 30 أبريل 2017

Sun - 30 Apr 2017

يبدو أننا شعب الله الذي يعيش على الحافة، الوسط لدينا منطقة غير مأهولة بالمواطنين. ولا أحد من الأطراف يريد الذهاب إليها.



ولدى كل منا رأيه الذي يؤمن به إيمانا قاطعا جازما حازما بأن كل مخالف له إما عدو لله أو للوطن. كل منا مؤمن بشكل أو بآخر بأن القناعات والآراء لا بد أن تكون مطابقة للمواصفات والمقاييس الشخصية الخاصة به، وأن كل ما عداها من موجبات العداء.



الحقيقة أن جلنا كذلك حتى وإن حاولنا أن نتزين أحيانا بما يخالف هذه القناعات، ونسقط كل من يخالفنا حتى ولو برأي مخالف واحد. وكثيرا ما نسمع عبارة «طاح من عيني»، والتي تعني أن هذا الشخص كانت له آراء وأفكار توافق آرائي الخاصة لدرجة أنني أسكنته عيني، لكنه «صبأ» وقال رأيا مخالفا استوجب أن أطرده وأسقطه من عيني.



وسائل التواصل لم تغيرنا كثيرا، كل ما فعلته أنها جعلتنا مكشوفين أكثر، وأصبحت طباعنا أوضح من أن نخفيها.



وكتجربة شخصية في هذه المواقع فإن أكثر الحسابات التي «تحظرني» هي حسابات لمثقفين صدعوا رؤوس الخلق بالحديث عن حرية الرأي وحرية التفكير والتسامح وقبول الآخر، لكنهم كانوا أجبن من أن يتحملوا رأيا مخالفا في تويتر. وأتمنى أن يكون مفهوما أنني لا أتحدث عن الشتائم بوصفها وجهات نظر.



نقد عمل «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» لدى فئة من شعب الحافة يعتبر نقدا للدين نفسه، وكل من يتحدث عنها ناقدا فهو حاقد مغرض وفي قلبه مرض، أما الفئة الأخرى من هذا الشعب العظيم فتعتبر نقد عمل «هيئة الترفيه» خيانة وطنية وكل من يذكرها بسوء فهو على الأرجح مؤدلج صاحب أجندة وعميل لكواكب أخرى.



وعلى أي حال..

من المؤكد أننا سنتغير يوما ما، وسيصبح سكان هذه البقعة من العالم أكثر تقبلا لفكرة وجود آراء وكائنات أخرى مختلفة، لكن هذا التغيير لا يهمني كثيرا، فلست طيبا لدرجة الاهتمام بنزول الغيث بعد موتي من العطش.



[email protected]