عبدالله الجنيد

1+1 = 3 محمد بن سلمان

الاحد - 30 أبريل 2017

Sun - 30 Apr 2017

حسابيا حل مسألة 1+1 أمر لا يحتاج لتركيز، لكن كيميائيا أو تفاعليا فإن حاصل ما تقدم هو ثلاثة، ولربما كان ذلك هو المكون المفقود من الآليات التنفيذية لرؤية 2030 حتى الإعلان عن التجنيد الإلزامي لحيوية ذلك في استراتيجية إحلال ثقافة بثقافة. وليتسع صدر الجميع حتى أكمل فكرتي. الانضباط هو المكون المفقود من تكوين شخصية شبابنا الخليجي، والانضباط هو أهم أسباب تقدم الأمم. لذلك سيكون للتجنيد الإلزامي قيم مضافة بخلاف الانضباط، فبمراجعة نسب أمراض السمنة بين الشباب ناهيك عن مستوى العنف والاستهتار بالقوانين يقودنا لضرورة التفكير خارج الصندوق التقليدي. من هنا يأتي اعتماد قانون (سَنرجي Synergy) ويشرح بهذا الشكل: اندماج عنصرين أو مكونين أو حتى مؤسستين سينتج معطيات تتجاوز إجمالي الخصائص المنفردة لكل عنصر على حدة.



التحولات الكبرى تقتضي وضع الآليات المناسبة لإنجاحها، وهذا ما أكد عليه ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع سمو الأمير محمد بن سلمان في مقابلته الأخيرة مع الواشنطن بوست، فالشباب يأتي في مركز الأولية الأولى من حيث البرامج، وأن المملكة العربية السعودية لن تهدر ثلاثين سنة أخرى في التحجج بإيران. فالتجنيد الإلزامي هو آلية ذات قيم مضافة متعددة، أولها شخصية أكثر مسؤولية وأكثر انضباطا في الإقبال على كل أشكال التحديات المستقبلية. لذلك ستكون الخدمة الوطنية إحدى أهم آليات إحلال ثقافة بثقافة، وشباب يقبل على كل أمر بمسؤولية أكبر، من احترام قانون المرور إلى تغير بعض القناعات السلوكية الأخرى وأهمها السمنة المفرطة.



الأمراض الوراثية وأمراض السمنة تشكل التهديد الأكبر لنا خليجيا، وأنا أدعو القارئ أن يكلف نفسه عناء البحث ولو لعشر دقائق في النتائج المدمرة لمرض السكري على الفرد والأسرة والمجتمع. وفي الأسبوع الماضي قدمت صحيفة الحياة تقريرا حول تكلفة عمليات البتر لأطراف المصابين بداء السكري، وهذا القاتل الصامت يفتك بشبابنا خليجيا، وعدد ضحاياه يتجاوز كل جرائم الإرهاب.



أحد الإخوة نعتني بالمثالي في تناول هذا الأمر، متناسيا أننا كنا نعمل في الإجازة الصيفية عمال بناء أو في ورش الشركات الكبرى مقابل روبيات أو دنانير قليلة.



ما نحتاجه اليوم هو شباب أكثر اتصالا بواقعهم، فنحن في حاجة إلى حرفيين وصناع وزراع. أما شكل سوق العمل المستقبلي فسيختلف ولن يكون فيه مكان للكثير من الموظفين لا الحكومي أو القطاع الخاص، والكشخة المكتبية لن تكون أحد معاييره.



على الشباب الاستعداد لإعادة صياغة شخصياتهم بما يتلاءم وتحديات المستقبل، وأدعوهم للانخراط في برنامج الخدمة الإلزامية عن قناعة لأنها ستضيف الكثير لشخصياتهم. اعملوا بجدية أكبر وامرحوا بنفس المقياس، فالأرواح التي ينقصها الفرح لن تنتج غير النكد.



[email protected]