داعش يترنح والانشقاقات تضربه

خلية الحرازات أمنت حزامين ناسفين لانتحاريي المسجد النبوي ومستشفى فقيه
خلية الحرازات أمنت حزامين ناسفين لانتحاريي المسجد النبوي ومستشفى فقيه

الاحد - 30 أبريل 2017

Sun - 30 Apr 2017

يبدو أن الانشقاقات بدأت تجد طريقها بين عناصر تنظيم داعش داخل السعودية، وبدا ذلك جليا بعد أن عمد التنظيم بأوامر من قيادته في سوريا إلى تصفية مطيع الصيعري أحد أبرز خبراء تصنيع الأحزمة الناسفة، عقب شعور رفاقه بأنه ينوي تسليم نفسه للسلطات الأمنية، حيث أطلقوا النار على رأسه بعد افتعال مشكلة معه، قبل أن يطبقوا بحقه سياسة الإعدام عن طريق «جز الرؤوس» المتبعة لديهم.



وكشفت وزارة الداخلية أمس تفاصيل ذلك التطور، وذلك في سياق إعلانها عن آخر التحقيقات المتعلقة بالخلية الإرهابية المضبوطة في كل من حي النسيم واستراحة حي الحرازات التي عثر على جثة الصيعري مدفونة بأحد زواياها.



وأعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن الخلية الإرهابية المضبوطة في جدة والتي كان يمثلها الموقوف حسام الجهني والانتحاريان الهالكان خالد السرواني ونادي عنزي والمتورطة في 8 عمليات إرهابية سابقة، ثبت تورطها كذلك في تأمين الحزامين الناسفين المستخدمين في العمليتين الفاشلتين اللتين كان التنظيم ينوي من خلالهما استهداف المسجد النبوي الشريف ومسجد مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه في جدة، ليرتفع عدد العمليات الإرهابية التي تورطت بها إلى 10 عمليات إرهابية، تجاوز عدد ضحاياها 94 شخصا.



وأسفرت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بعد مداهمة وكرين إرهابيين في حي النسيم وحي الحرازات في مدينة جدة الساحلية في ربيع الآخر الماضي عن تورط الأخوين إبراهيم صالح الزهراني وسعيد صالح الزهراني بأعمال الخلية، وذلك عبر استئجارهما بتكليف من خالد السرواني استراحة ومنزلا شعبيا بحي المحاميد في مدينة جدة كمأوى لعناصر الخلية الإرهابية ومعمل لتصنيع الأحزمة الناسفة، حيث تم إلقاء القبض عليهما، وفتش الموقعان وعثر في أحدهما على مواد كيميائية تستخدم في تصنيع المتفجرات.



وكان من نتائج العمل الأمني الذي قامت به أجهزة وزارة الداخلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية الإيقاع بـ46 عنصرا لارتباطهم بالأنشطة الإجرامية لهذه الخلية، من بينهم سعوديان، و14 أجنبيا يتحدرون من باكستان واليمن وأفغانستان ومصر والأردن والسودان، وأوضح اللواء التركي أن التحقيقات معهم لا تزال جارية للوقوف على مزيد من المعلومات حول حقيقة أدوارهم.



ومنذ أواخر رمضان الماضي حيث فشل تنظيم داعش في تحقيق مأربه في تفجير المسجد النبوي الشريف والمسجد التابع لمستشفى الدكتور سليمان فقيه في جدة، لم يفلح تنظيم داعش في تنفيذ أي عملية إرهابية، وباءت كل محاولاته بالفشل. وأوضح اللواء التركي أن تنظيم داعش فشل خلال العام الحالي 1438 في تنفيذ أي عملية إرهابية، وكانت آخر عملية مسجلة له في ذي القعدة الماضي، والتي فشل خلالها العنصر المكلف في مهاجمة مسجد ببلدة أم الحمام، فيما باءت كل العمليات الثلاث التي سبقتها بالفشل كذلك.



1 بقع دم على سجادة تفضح عملية قتل داعش لمطيع الصيعري



روى المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في سياق إجابته عن سؤال وجهته إليه «مكة» الكيفية التي اكتشفت بها الأجهزة الأمنية عملية قتل تنظيم داعش للعنصر الإرهابي الخطير مطيع الصيعري، والذي تمت عملية قتله جراء نيته تسليم نفسه للسلطات الأمنية، قبل أن تصدر قيادة التنظيم في سوريا أوامر بقتله رغم اعتمادها عليه في تصنيع الأحزمة الناسفة كونه خبيرا بها.



وقال التركي إنه في سياق عمل الأجهزة الأمنية خلال إجراء الفحوص الفنية ورفع الآثار من موقع حي الحرازات في جدة تم ضبط سجادة ملوثة بالدم، وبتحليل العينات المرفوعة اتضح أنها تعود لشخص ثالث غير الانتحاريين اللذين هلكا وهما خالد السرواني ونادي عنزي.



ولفت اللواء التركي إلى أن التحقيقات تعد الأساس في عملية اكتشاف مثل تلك الوقائع، لافتا إلى أن اعترافات المقبوض عليهما على خلفية هذا الموضوع كشفت تفاصيل ما أقدم عليه داعش تجاه الصيعري.



سيناريو قتل التنظيم لأحد أبرز خبراء الأحزمة الناسفة فيه.. كيف تم؟



• التنظيم شك في أن مطيع الصيعري ينوي تسليم نفسه للجهات الأمنية

• خشي أعضاء الخلية من افتضاح أمرهم جراء ذلك، وتمالؤوا على قتله بعد أخذ موافقة التنظيم في سوريا

• افتعلوا خلافا معه داخل مسكن شعبي بحي الحرازات

• فاجؤوه بالانقضاض عليه وتقييد حركته بشكل كامل

• أطلقوا عليه رصاصة أصابت مقدمة الرأس من سلاح ناري مزود بكاتم صوت

• نحروه بقطع رقبته

• أبقوا الجثة مكانها حتى بدأت تتعفن

• لفوها بسجادة ونقلوها إلى استراحة حي الحرازات وألقوها في حفرة بإحدى زواياها بعمق متر تقريبا وردموها بعد ذلك



4 ملامح لانشقاقات داعش



شرح مسؤول ملف التحقيقات بوزارة الداخلية اللواء بسام عطية ملامح الانشقاقات التي بدأت تضرب عناصر تنظيم داعش داخل السعودية، وذلك على خلفية قيام التنظيم بقتل المطلوب لدى الأجهزة الأمنية مطيع الصيعري رغم اعتماده عليه بشكل كبير، لافتا إلى أن تلك الملامح تتمثل في:

1 غرض السيطرة باستخدام القوة، حيث انتشرت ظاهرة إشهار السلاح أمام بعضهم البعض.

2 فقدان الثقة بقيادة التنظيم، وذلك عبر تملصها من مسؤولياتها إثر فشل عدد من العمليات فضلا عن ضعف سيطرتها عليهم.

3 محاولة إبعاد بعض أفراد الخلية لانعدام الثقة فيما بينهم.

4 الانقسام وذلك من خلال انفصال الخلية إلى مجموعتين أو أكثر.



2 التركي للسوريين: لا تستجيبوا لدعوات تشكيل المجموعات



علق اللواء منصور التركي في رد على سؤال لـ»مكة» حول بروز دعوات لأبناء الجالية السورية المقيمة في السعودية بتشكيل مجموعات إشرافية لأحياء الرياض بأن ذلك أمر محظور ومرفوض، لافتا إلى أن تلك الدعوات تم رصدها من قبل الجهات الأمنية ويجري التحقيق فيها، ولكنه أوضح أنه لا يمكن الجزم بصحتها أو أنها انطلقت من أشخاص متواجدين داخل السعودية، لافتا إلى أن مثل تلك التحريضات تريد أن توحي بأن الوضع داخل البلاد غير عادي وهو خلاف الواقع، إذ تنعم السعودية بالأمن والاستقرار، مبينا أن المقيمين على أراضي المملكة وخاصة من الجالية السورية يحظون باهتمام خاص، وقد سهلت لهم القيادة فرصة البقاء ورحبت بهم ووفرت لهم كل سبل الحياة الكريمة.



3 الداخلية: مبارك العتيبي المصنف أمريكيا معروف لدينا



قال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية إن المواطن مبارك العتيبي الذي أدرجته السلطات الأمريكية على قائمة الإرهاب العالمي معروف لدى الأجهزة الأمنية، وقد غادر الأراضي السعودية في شوال 1434 ، ولم تسجل له عودة حتى تاريخه، مفيدا بأن الوقائع أثبتت استغلاله من قبل تنظيم داعش لتجنيد عناصر سعودية للعمل تحت إمرة التنظيم.



ما العمليتان الجديدتان اللتان تورطت بهما خلية جدة؟



1 محاولة تفجير المسجد النبوي الشريف. (الانتحاري السعودي نائر مسلم النجيدي).

2 مواقف مستشفى سليمان فقيه في جدة. (الانتحاري الباكستاني عبدالله قلزار خان).



تضاف إلى تورطها في:

• تفجير مسجد الطوارئ في عسير

• تفجير مسجد المشهد في نجران

• تفجير عبوة ناسفة بمركز شرطة الدلم

• جريمة الدالوة – الأحساء

• تفجير عبوة ناسفة بمركز أمن الطرق بحي محاسن في الأحساء

• تفجير أنبوب نفط شرق الدوادمي

• اغتيال العميد كتاب الحمادي العتيبي في الدوادمي

• اغتيال العريف ماجد الغامدي في الرياض