آل مريع يفكك خطاب الكنتية في الحلقة النقدية بأدبي جدة

السبت - 29 أبريل 2017

Sat - 29 Apr 2017

u0627u0644u0645u0634u0627u0631u0643u0648u0646 u0641u064a u0627u0644u062du0644u0642u0629 u0627u0644u0646u0642u062fu064au0629                                            (u0645u0643u0629)
المشاركون في الحلقة النقدية (مكة)
أوضح رئيس نادي أبها الثقافي الأدبي الناقد الدكتور أحمد آل مريع أن الكُنتِيَّة في الممارسة الشفهية لخطاب السيرة الذاتية هي صيغة لممارسة شفهية من صيغ خطاب السيرة الذاتية في الأدب العربي اقترن بحالة الفقد.



وأضاف «هي صيغة يتم لأول مرة الكشف عنها وتناولها في الدراسات النقدية والأدبية». جاء ذلك في حديثه خلال جلسة الحلقة النقدية بنادي جدة الأدبي، تحت عنوان (خطاب الكنتية - المصطلح والتأويل دراسة في أوليات خطاب السيرة الذاتية في التراث العربي).



وقال مريع تنحو الدراسة ناحية تفكيك مدونة (كنتُ – كنتيٌ – كنتِيةٌ- كنتُني) في المعاجم اللغوية العربية، وإعادة تركيبها لاستنجاز المضمر من دلالاتها وإيحاءاتها، ثم استجلاء الوعي الاصطلاحي من جهة، وطبيعة الممارسة من جهة ثانية؛ وكيفية تلقيها على مستوى المعرفة والقيمة والممارسة، وعلى مستوى منتج الخطاب ومستقبله من جهة ثالثة. وذلك من خلال محاور أساسية تقترحها المدونة نفسها على الدراسة، وسوف تستخدم الدراسة عند الإشارة إلى هذه الظاهرة في عمومها مصطلح (الكُنتِية)، وذلك على طريقة المصدر الصناعي؛ والمصدر الصناعي في اللغة العربية - كما هو متقرر - يدل على حقيقة الشيء وعلى ما يحيط به من الهيئات والأحوال، وينطوي على خاصيتي التسمية والوصف معا.



وقال تنتهي الدراسة إلى الكشف عن بعض نتائج مهمة؛ تصلح للتأمل والبحث، ومنها الكشف (لأول مرة) عن ممارسات حكائية شفهية في التراث العربي، تقترن بسن الشيخوخة. إذ يقوم خطاب الكُنتُنِية باستعادة ماضوية للذات من خلال سياقات تركز على الذات في حالة الموجدة والغنى والقوة والشباب؛ لتبين أنها تملك كونا آخر غير ما هي عليه في لحظتها الآنية، كانت فيه تفعل وتُهاب، وتملك وتنفق، وتغيث وتجير. كما تأتي الاستعادة من خلال الأحداث والمجتمع، والتحقق من وجود وعي ثقافي عام بهذه الممارسة وبطبيعتها، وهو وعي مركب أدى إلى وضع صيغة اصطلاحية معقدة على خلاف الأصول المقررة في اللغة لهذه الممارسة، والشروع في تداولها: إنتاجا وتلقيا...ويُتلقى خطاب الكُنتِية في الثقافة العربية؛ بحسب المدونة تلقيا سلبيا، سواء على مستوى منتج الخطاب أو مستقبله، على الرغم من أن الثقافة العربية تتقبل الفخر والمبالغة في الشعر والنثر، وتصدر عن الرؤية نفسها في التعامل مع الواقع، حيث تستعيض باللغة عن الحقيقي والمادي والماثل لتشكل عالما مجازيا من الحياة والخصوبة تفتقر إليه في الواقع الذي تعيشه، وهذا يستدعي التأمل والتفكير، فلماذا يجابه فعل الكُنتية بالواقع دون سائر خطابات الفخر والسمر والحكايات؟ وقال: الكُنتِية خطاب يكتنز السلطة ويقوم بإنتاجها، ويحقق مقاصد نفعية محددة. وما على الآخر غير الكنتي إلا التسليم لها، والانصياع لحدتها أو لليونتها، وفي الحالتين تكون السلطة حاضرة وقاهرة. ويمكن رصد ارتباط الكُنتِية بصفتها خطابا السلطة وعدم الانفكاك عنها من أكثر من محور.