وطن بلا مخالف

الجمعة - 28 أبريل 2017

Fri - 28 Apr 2017

تهدف حملة وطن بلا مخالف إلى تصحيح المسار الحالي، القائم على العشوائية المفرطة في عالم السوق والتجارة، والقضاء على كافة أنواع المخالفات والخروقات بأشكالها المختلفة، لتضييق الخناق على مخالفي القوانين والأنظمة، كما تسعى بجانب ذلك للعمل الدؤوب لإماتة التجاوزات المتعلقة بنظام العمل والعمال، أو الحد منها على أقل تقدير، ولأهمية هذه الحملة وما تحمله من مكتسبات وعوائد مادية واجتماعية مرتبطة بالوطن والمواطن، وأوجدت جلبة وضجيجا أثارا ردود أفعال الناس من مواطنين ومقيمين، وأحدثا بعض اللغط في المجتمع. حيث أضحت حملة وطن بلا مخالف حديث الشارع، فمنذ أن أصدرت الجهات المعنية قرارها للمشاركة في هذه الحملة وأصداء هذا القرار تتراءى ملامحه للعيان، كبداية لتحقيق الأهداف المنتظرة لرؤية 2030، وبذلك راهن الكثير من الأكاديميين والمختصين بالأمن الاجتماعي على ثمرة ومردود هذه الحملة على أن تظهر حصيلتها المستقبلية في جوانب عديدة، وكان من أبرز تلك الجوانب التي حظيت باهتمام المختصين، جوانب ثلاثة، وهي الجانب الأمني والجانب الاقتصادي والحالة الاجتماعية، حيث تأتي هذه الحملة لتسهم بشكل أو بآخر في نهضة أمنية واقتصادية واجتماعية كبيرة لتخلق نوعا آخر من الفرصة التنموية لم تكن متاحة من قبل على جميع الأصعدة وكافة المستويات.

كما أن العمل على إيجاد فرص ومبادرات تمضي في تفعيل دور المقيمين هو أحد تلك الفرص التي تعني بالمصلحة العامة، ولعل البطاقة الخضراء التي تعتزم الملكة تطبيقها، هي أحد تلك الإجراءات المنتظر تفعيلها كي ترى النور قريبا، وإن كانت لجنة الاحتراف في اتحاد كرة القدم السعودي قد طبقت هذا الإجراء تطبيقا فعليا لمواليد المملكة والتي تزخر بهم مدنها، حين اتخذ خطوة سمحت بإدراج اللاعب المولود داخل المملكة للمشاركة ضمن أندية الدرجة الأولى، وقد وجدت هذه الخطوة صدى وتفاعلا كبيرا من قبل مسؤولي الأندية الرياضية، كما أكد متابعون ومهتمون بالشأن الرياضي أن اتحاد كرة القدم وإن كان قد تأخر في تفعيل هذه الخطوة بعض الشيء إلا أنها سوف تسهم بشكل كبير في نهضة الكرة السعودية، فهؤلاء يمتلكون من المهارات والقدرات الفنية ما يوازي المهارات والقدرات الفنية المتواجدة لدى اللاعب الأجنبي، كما أن إحلال أصحاب الخبرات الأكاديمية والمهارات العملية مكان الأجنبي وتأهيلهم لإشراكهم في عملية التنمية، مع فتح المجال لاستثمار العقول الراقية واستقطاب أصحاب الكفاءات العالية منهم سيكون أجدى نفعا من استقدام العمالة الخارجية لعدة اعتبارات، منها أن مواليد المملكة أدرى وأعلم بتقاليدها وأعرافها، وولاؤهم لحكومتها قائم وحسهم الوطني لا يمكن أن يزايد عليه أحد.

وأجدني في ختام مقالي هذا أشيد بدورهم أيضا في هذه الحملة الوطنية، فهم شركاء في هذه المنظومة الداعية إلى إحلال الأمن في المملكة، ليكون هذا البلد وطنا بلا مخالف.