الوحدة الوطنية والتهديدات الإرهابية والتدخلات الإيرانية أولويات خليجية

ولي العهد يترأس أول اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والدفاع والخارجية
ولي العهد يترأس أول اجتماع مشترك لوزراء الداخلية والدفاع والخارجية

الخميس - 27 أبريل 2017

Thu - 27 Apr 2017

سيطر تحدي المحافظة على الوحدة الوطنية الخليجية على الاجتماع المشترك الأول الموسع لوزراء الداخلية والدفاع والخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في الرياض اليوم ، برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، فيما لم تغب التهديدات القادمة من الأراضي الإيرانية والعراقية عن أجواء الاجتماعات التي تم التحضير لها من خلال 3 اجتماعات سابقة عقدت على مستوى وكلاء وزارات الداخلية والخارجية ورؤساء هيئات الأركان بالدول الست.



وفي كلمته التي خاطب بها المجتمعين، عد الأمير محمد بن نايف هدف المحافظة على الوحدة الوطنية هو التحدي الأكبر أمام أي دولة في العالم، بعيدا عن أي مؤثرات أو تهديدات داخلية أو خارجية، مشددا على ضرورة أن تعلو ولاءات الوطن على ما دونها من ولاءات شخصية أو عرقية أو مذهبية، وأن يدرك من خلالها الأفراد واجباتهم تجاه وطنهم وأمتهم، وأن يعملوا من أجل أمن واستقرار مجتمعاتهم، وأن يواجهوا بفطنتهم المؤثرات السلبية والتوجهات الفكرية المنحرفة، دفاعا عن دينهم، وحماية لأوطانهم، ودحرا لأعدائهم، وردعا لشرورهم.



ونقل ولي العهد لوزراء الداخلية والخارجية والدفاع المشاركين في الاجتماع الخليجي المشترك تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتطلعاته في أن يسهم هذا الاجتماع "في تعزيز مسيرة التعاون والتكامل الأمني والعسكري والسياسي بين دولنا، وتعميق الصلات والتضامن بين شعوبنا، في إطار ما يجمع بيننا من ثوابت عقدية وروابط أخوية وتاريخ مشترك ومصير واحد".



ووصف الأمير محمد بن نايف مسيرة مجلس التعاون الخليجي بـ"المظفرة"، والذي حقق إنجازات مشرفة رغم التحديات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية الغاية في الخطورة، والاستهداف، والتي واجهت وأحاطت بدوله الست، وما واكبها من ظواهر عنف وإرهاب غير مسبوقة.



ومع كل التحديات التي واجهت دول المجموعة الخليجية إلا أنها تمكنت، وفقا للأمير محمد بن نايف، "بفضل الله وبتوفيقه ثم بحكمة قادتنا ووعي وتعاون مواطنينا ويقظة أجهزتنا الأمنية وقوة دفاعاتنا العسكرية وفاعلية منهجياتنا السياسية، من المحافظة على ما تنعم به دولنا وشعوبنا من أمن واستقرار، وما تنعم به من تطور وازدهار، فلله الحمد والشكر أولا وأخيرا".



ولم يغب نبأ إطلاق سراح المختطفين القطريين والسعوديين عن أجواء الاجتماعات المشتركة، إذ هنأت كل من البحرين والإمارات، كلا من السعودية وقطر بعودة مختطفيها، وأشادتا بالجهود الحثيثة التي بذلت في سبيل عودتهم سالمين.



وعد وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الاجتماع المشترك الأول لوزراء الداخلية والخارجية والدفاع أنه يعكس الأولوية التي يوليها قادة الخليج للأمن المشترك بمفهومه الشامل، عادا أن التعاون بين دول المجلس بات واقعا ومرتكزا مهما ومؤثرا إقليميا ودوليا، لافتا إلى أن الاجتماع الأول من نوعه يجسد روح التعاون والاتحاد بين الدول الست، ويعد لمرحلة أكثر تقدما لتعزيز العمل الأمني والعسكري والسياسي بصورة أكبر، في إطار تحقيق الأهداف وتفعيل التوصيات المطروحة التي تهدف لتحقيق المزيد من الانسجام والتكاتف وتحقيق الأمن ودعم الاستقرار.



وفي رسالة حول أهمية التحالفات، قال الوزير البحريني إن العالم يحترم التحالفات ومراكز القوى المؤثرة بشكل عام.



واتساقا مع التركيز الذي أبداه الأمير محمد بن نايف على موضوع الوحدة الوطنية، شاركه الشيخ راشد آل خليفة هذا الطرح، بدعوته لضرورة إيلاء أهمية قصوى لتعزيز الجبهة الداخلية وتماسكها، والذي عده حجر الزاوية في صيانة الأمن الخليجي والاستقرار، مبرزا حجم الاستهداف للجبهة الداخلية الخليجية، القادم من الخارج، وهو ما قال إنه يحتم ضرورة الالتفاف وتعزيز روح المواطنة والتماسك والتلاحم.



وفيما عبر الوزير البحريني عن أمله في نجاح المساعي السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، شدد في المقابل على أن دول الخليج لا تزال تواجه تحديات خطيرة تنطلق من الأراضي الإيرانية والعراقية، وتشكل دعما للمجموعات الإرهابية والأنشطة الإجرامية والحملات الإعلامية المعادية، وهو ما عده تحديا يفرض التعامل معه بمختلف الوسائل المتاحة وبشكل جماعي ورؤية موحدة، لافتا إلى أن تلك الأعمال أدت إلى غرس الفكر الطائفي المتطرف، منبها إلى أن استمرار تلك التدخلات الخطيرة يمثل تهديدا للمساعي والجهود السياسية المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار لدول المنطقة كافة.



وفيما وصف نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، المملكة العربية السعودية بأنها الشقيقة الكبرى لدول الخليج، ومملكة الخير، وأرض القداسة، رأى أن اجتماع وزراء الداخلية والخارجية والدفاع المنعقد على أراضيها، يعد انطلاقة جديدة في العمل التكاملي على مستوى دول المجلس، على نحو يسهم في تعزيز التعاون والتنسيق المشترك، وتعميق التكامل بين دوله في كل المجالات السياسية والأمنية والدفاعية.



وبعث سيف بن زايد رسالة تحية إلى جنود الواجب والشرف من القوات المشتركة في التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، والواقفين على الحق دفاعا عن الخليج الواحد المتطلع دائما إلى مستقبل أفضل لشعوب المنطقة والعالم أجمع.



من جهته عد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية صباح خالد الحمد الصباح اجتماع وزراء الداخلية والخارجية والدفاع فرصة لاستقراء وتشخيص الأحداث والأوضاع الراهنة، والوقوف على تطوراتها المتسارعة، وتحديد التهديدات السياسية والأمنية الداخلية والخارجية، بغية تعزيز القدرات والإمكانات اللازمة واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لمواجهة تداعياتها الخطيرة، ورفع درجات التنسيق والتعاون فيما بين دول مجلس التعاون، بغية التصدي للإرهاب ومحاصرة فلوله وتنظيماته المتطرفة والمجرمة.



رؤية محمد بن نايف لشكل الوحدة الوطنية



"إن التحدي الأكبر في أي دولة في عالمنا المعاصر هو المحافظة على وحدتها الوطنية، بعيدا عن أي مؤثرات أو تهديدات داخلية أو خارجية، وحدة وطنية تعلو فيها ولاءات الوطن على ما دونها من ولاءات شخصية أو عرقية أو مذهبية تفرق ولا تجمع. وحدة وطنية يدرك من في ظلها كل فرد واجباته تجاه وطنه وأمته، ويعمل من أجل أمن واستقرار مجتمعه، ويواجه بفطنته المؤثرات السلبية والتوجهات الفكرية المنحرفة، دفاعا عن دينه، وحماية لوطنه، ودحرا لأعدائه وردعا لشرورهم".



من أجواء الاجتماعات

  • الإمارات والبحرين هنأتا السعودية وقطر بتحرير المختطفين في العراق.

  • سيطرة التهديدات القادمة من الأراضي الإيرانية والعراقية على أجواء الاجتماعات.

  • شكل اللقاء فرصة لاستقراء وتشخيص الأحداث والأوضاع الراهنة، والوقوف على تطوراتها المتسارعة.

  • لم تغب تضحيات المشاركين في عاصفة الحزم عن اللقاء، وأرسل لهم الشيخ سيف بن زايد تحية لبطولاتهم.




أهم مخرجات الاجتماع الوزاري الثلاثي المشترك


  • بحثوا قضايا سياسية وأمنية ودفاعية والجهود التي تبذل على المستويين الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب وتنظيماته المتطرفة.

  • أصدروا توجيهاتهم بشأن التوصيات والآليات المرفوعة إليهم لتعزيز التعاون والتكامل الخليجي.

  • أشادوا بالتأييد الدولي للتحالف الإسلامي الخاص بمكافحة الإرهاب.

  • رحبوا بإطلاق سراح المواطنين القطريين والسعوديين المختطفين في العراق.

  • أعربوا عن تصميمهم للمضي قدما نحو تحقيق مزيد من الترابط والتكامل الخليجي في مختلف المجالات، ومضاعفة الجهود وتكثيفها لتعزيز أركان هذا الكيان الخليجي.

  • أكدوا حرصهم على بناء العلاقات ومد جسور التعاون مع الدول الإقليمية بما يرسخ الأمن والسلم.

  • شددوا على تصميمهم لمنع التدخلات الخارجية في شؤون الخليج الداخلية أو المساس بوحدتها الوطنية وإثارة النعرات الطائفية، ودعم الجماعات الإرهابية والأنشطة الإجرامية والحملات الإعلامية المعادية.

  • وجهوا بتكثيف الجهود الرامية لتعزيز التعاون والتكامل في مجالات العمل المشترك سياسيا ودفاعيا وأمنيا.

  • عززوا من إصرارهم وتصميمهم في مكافحة الإرهاب مشددين على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي في هذا الإطار.

  • أعلنوا مواصلة دولهم بالمشاركة في دعم جهود التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق وسائر دول المنطقة.

  • جددوا استمرارية دعمهم للشرعية في اليمن ومساندة جهود المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة اليمنية.

  • أبدوا ارتياحهم بما حققه التحالف العربي الداعم للشرعية، مثمنين الجهود المبذولة لإعادة إعمار اليمن، مشيدين بما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وبقية مؤسسات وهيئات العمل الإنساني وجمعيات الهلال الأحمر الخليجية من جهود لتخفيف معاناة الشعب اليمني.