أحمد صالح حلبي

يا وزراء لا استغلال للمنصب

الخميس - 27 أبريل 2017

Thu - 27 Apr 2017

لم يكن غريبا صدور توجيه خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ بإعفاء وزير الخدمة المدنية خالد بن عبدالله العرج من منصبه وإحالته للتحقيق، فقد عرف عن الملك المفدى حزمه في محاربة الفساد واستغلال المناصب، وحرصه على تمكين المواطنين من نيل حقوقهم دون الحاجة للبحث عن وسيط يعينهم أو قريب يساعدهم.



وإن كانت كل من هيئة الرقابة والتحقيق وهيئة مكافحة الفساد قد توصلتا لإدانة العرج فإن صدور التوجيه السامي الكريم بتشكيل لجنة وزارية في الديوان الملكي لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة للتحقيق معه فيما ارتكبه من تجاوزات، يوضح مدى حرص خادم الحرمين الشريفين على أن ينال حقه في الدفاع عن نفسه، والتأكيد على أن الجميع سواسية كأسنان المشط أمام أنظمة الدولة ولوائحها، وإشارة لكل مسؤول مهما كان مركزه بأن استغلاله لمنصبه لن يطول لأن عمله لن يدوم.



وكم نتمنى أن تسعى هيئة الرقابة والتحقيق وهيئة مكافحة الفساد، لكشف ما يحدث ببعض الوزارات والأمانات من تجاوزات للأنظمة واللوائح تتمثل في تعيين الأصدقاء من أساتذة الجامعات والموظفين المحالين للتقاعد كمساعدين ومستشارين غير متفرغين بمرتبات عالية تفوق مرتباتهم التي كانوا يتقاضونها بحجة أنهم خبرات لا يمكن الاستغناء عنها، في حين لا يتم تعيين الخريجين الشباب، بحجة عدم توفر وظائف معتمدة بالميزانية!



وما نأمله من هيئة الرقابة والتحقيق وهي الجهة التي منحها النظام صلاحية «التأكد من سلامة تطبيق الأنظمة واللوائح والإجراءات الإدارية التي تقوم بها الأجهزة الحكومية وأنها تتم وفق الأنظمة واللوائح والتعليمات المقررة « أن تسعى لكشف تلك التجاوزات التي نراها في أصحاب السعادة المساعدين والمستشارين، من خلال جولات ميدانية تخرج الأسرار المدفونة في الملفات.



وما نريده من الهيئة العمل على تفعيل الفقرة «ح» من اختصاصاتها في مجال الرقابة والتي نصت على ما يلي «الرقابة على مشاريع الأشغال العامة والمشاريع الخدمية».

وبعيدا عن هيئة الرقابة والتحقيق وهيئة مكافحة الفساد فإن أمام معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، مطلب يطرحه الكثير من الأدباء والمثقفين لتفعيل أدوار الأندية الأدبية التي أصبح البعض منها يعيش في سبات عميق نتيجة سيطرة مجموعة على إداراتها، والعمل على إعادة صياغة لائحتها التي منحت البعيدين عن الأدب والثقافة حق الانتساب لعضوية النادي وحرمت المثقفين والأدباء من الانتساب بحجة عدم تخصصهم في اللغة العربية، لائحة تعتقد أن الشعر وصياغة القصة والنثر والكتابة تخصص لا هواية تنمو مع الزمن، فهل كان أدباء المملكة ومثقفوها بدءا من علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر وعبدالله بن خميس وأحمد غزاوي وأحمد السباعي ـ يرحمهم الله ـ وغيرهم حاملين لبكالوريوس اللغة العربية؟



وهل كان الأمير الشاعر عبدالله الفيصل ـ يرحمه الله، الذي ما زالت كلماته تردد حتى الآن خريج قسم اللغة العربية، أم إنه نمى هوايته الشعرية؟



إن أمام معالي وزير الثقافة والإعلام مهمة صعبة، وأولى صعوبتها تكمن في أوضاع الأندية الأدبية والقضاء على الشللية، التي قضت على الإبداع الأدبي والثقافي.

ونتمنى أن تخطو وزارة الثقافة والإعلام ما خطته من قبل وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية والتجارة والاستثمار، بتجديد دماء رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات بالجمعيات والمؤسسات الخيرية، والغرف التجارية الصناعية، وتسعى لتعديل بعض مواد اللائحة التنفيذية لانتخابات أعضاء مجالس الإدارات، وتمنع من أمضى دورتين في مجلس الإدارة من الترشح مجددا.