لن تتذكروا

الخميس - 27 أبريل 2017

Thu - 27 Apr 2017

شهدت آليات قطاع الأعمال المصرفية عدة متغيرات أدت إلى تعدد أدوار البنوك وزيادة مهامها، فلم تعد تقتصر فقط على استثمار أموال المودعين ومنح القروض وتقديم حزمة الخدمات والتسهيلات لرجال الأعمال فحسب، بل صارت أكثر شمولية.

يعرف البنك الدولي مصطلح المسؤولية الاجتماعية على أنها مساهمة أصحاب رؤوس الأموال والأنشطة التجارية في مشروعات التنمية المستدامة الهادفة إلى الارتقاء بمستوى معيشة الأفراد وتنمية المجتمع ككل، لكن ما نراه على أرض الواقع يشير إلى أن البنوك في المملكة لم تصلها تلك المعلومة ولم تسمع بمصطلح المسؤولية الاجتماعية من قبل!

تقدم بعض إدارات البنوك تبرعات نقدية وعينية للجمعيات الخيرية بهدف حفظ ماء الوجه، لكن هل يمكن حتى اعتبارها مشاركة فعلية في اجتياز التحديات التي تواجه المملكة؟ وكم تمثل قيمة تلك التبرعات بالنسبة المئوية من الأرباح التي تحققها تلك البنوك سنويا، والتي ما كانت لتتمكن من تحقيقها لولا التسهيلات التي تقدمها لها مؤسسة النقد السعودي، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان!

غياب المسؤولية الاجتماعية للبنوك داخل المملكة يشوبه التقصير، وكافة المبادرات التي تبنتها الجهات المشرفة لم تتجاوز كونها شعارات تردد في المؤتمرات والمناسبات، وما تتناقله وسائل الإعلام من حين لآخر عن إسهامات البنوك في المشاريع التنموية، لا نجد لها صدى حقيقيا على أرض الواقع.

هل تتذكرون مدرسة أقامها أحد البنوك، أو مساهمة قدمت في إقامة مشروع سكني، أو مستشفى، أو أي مؤسسة خدمية أخرى، لن تتذكروا؛ لأنه ببساطة لا يوجد شيء لتتذكروه!

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال