مفهوم الضبابية الإدارية

الخميس - 27 أبريل 2017

Thu - 27 Apr 2017

وضع رؤية للمؤسسة أو المنظومة من أوليات المهام الإدارية، من أجل الوصول إلى أفضل النتائج. الرؤية هي أحد أهم أعمدة التخطيط الاستراتيجي، التي تسمح لنا رؤية المستقبل وتصوره مع إدراكنا لما لا تراه أعيننا الآن. إن لم يكن هناك وضوح للرؤية قطعا سيكون الوضع ضبابيا بالنسبة لمداركنا وتصورنا للمستقبل، في تقديري مفهوم «الضبابية الإدارية» مماثل للضباب الناتج عن سوء الطقس.

نحن نمر سنويا بموسم الضباب حيث نعاني منه في حالة حدوثه في الصباح الباكر أو حتى في المساء أحيانا، في حالة حدوث الضباب نحن أمام خيارين، إما تجاهله والإسراع لبلوغ وجهتنا، في هذه القرار الكثير من المخاطرة نتيجة عدم أخذنا في الاعتبار هذا العائق الصعب، وقد نخسر نتيجة هذا القرار الآني الكثير والكثير من مكتسباتنا. الاختيار الثاني هو أن نبطئ ونستسلم للواقع، على الرغم من معرفتنا النسبية المسبقة بحدوث هذا المانع الموسمي، هذا القرار أيضا ليس في صالحنا وذلك بتأخرنا عن مرامنا. في كلتا الحالتين، تفوتنا الفرص.

الضباب تسبب في عدم جلاء الرؤية للعين المجردة. عزيزي الإداري إن اخترت ألا يكون لديك رؤية واضحة، فأنت كمن يعيش في «غبش»، مشتت الفكر مع عدم قدرتك على اتخاذ القرار المناسب. والأسوأ من ذلك كونك وسط الضباب، أنت لا تثمن المخاطرة لأنك لا ترى الصورة كاملة، ولا تأخذ في الاعتبار المدى الأبعد لقراراتك. قال بنجامين فرانكلين «الرجل المسافر في طقس ضبابي، هو يرى الضباب قد لف أولئك الذين على مسافة منه إلى الأمام، وهكذا يرى الذين هم خلفه، وأيضا الذين على جانبيه في الحقول، إلا القريبين منه يراهم بوضوح، لكن في حقيقة الأمر هو في الضباب بقدر أي واحد منهم». لذلك ينبغي إعداد خطط واضحة بديلة للتعامل الأمثل مع الضباب في حالة اضطررت لمواجهته.

من أراد أن يتعامل مع الضباب باحترافية مهنية ويحقق الأهداف في نفس الوقت، يجب عليه أن يضع رؤية على مدى قصير، وكذلك على مدى طويل أيضا. ومن ثم يحول هذه الرؤية إلى خطط وأهداف، ومن ثم تحويل الأهداف إلى مهمات محددة، تنفذ وتراقب بإحكام وانتظام مع مراجعة الرؤية حسب المستجدات لضمان استمراريتها.

ختاما، الإدارة تتطلب مهارات كثيرة منها ما يدرس ومنها ما يكتسب. مما يكتسب هو الحنكة والحكمة المكتسبة من سنوات الخبرة، والتعامل الصحيح مع مستجدات الأمور. الحكمة التي عرفها ابن القيم بأنها «فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي».

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال