فهمان وكيس حب الحمام

الأربعاء - 26 أبريل 2017

Wed - 26 Apr 2017

كعادته في تتبع الأخبار متربعا في غرفة الدراسة والاستذكار، أدار فهمان القلم بيد ترتعش من الألم، وبدأ يدون ما استطاع من حوادث أصابته بالدوار لكنه استعاد توازنه ثم سأل: هل يحتاج إلى صفعة كي يفيق وينتبه له من بيده الحل والقرار؟

هل أحتاج إلى من يصفعني حتى أحصل على حقي من التعليم والضمان الاجتماعي كي يتسابق المسؤولون زرافات ووحدانا إلى بيتي طالبين رضائي وخدمتي؟

هل أحتاج إلى حب الحمام ليأتي أحدهم متأبطا شرا ليستعرض عضلاته ويجري برفق أصابعه الخمسة على خدي، ثم يتبعها أيضا بكل أريحية ركلا ورفسا أمام متفرج بدا له المنظر مسليا، وللواجب غير ملب؟

هل أحتاج من يصفعني على خدي الأيسر كي أفهم كلام نائب وزير العمل عندما يصف الشهادة الجامعية بأنها إنجاز شخصي يحق لصاحبه الافتخار به، ثم يضيف وعلى الشاب التمتع باللياقة العالية لدخول غمار العمل، وألا تكون الشهادة سببا لتخديري. أهذا كلام تبريري، أم هو فوق مستوى تفكيري؟

هل أصبح الصفع موضة كي ندرك (فهما وتطبيقا) قول المسؤول إن هناك فائضا في أعداد المعلمين والمعلمات، ثم يهبط الليل وينبلج الفجر ثم يصدر توجيها يطلب الإدارات أو القيادات (حسب آخر تعديل) بمنع تكليف شاغلي الوظائف التعليمية بأي مهام إدارية أو مالية؟

ازداد تزاحم الأسئلة (بعد تصريح عضوة الشورى بأن قيادة المرأة للسيارة ترف) في رأس فهمان وسئل هل أنت مع أو ضد قيادة المرأة للسيارة؟ فبدأ إجابته بإلقاء محاضرة عن حرية الرأي، ومساحة الاختلاف، وحدود الحرية، والمثالية في التعامل مع أصحاب الرأي المخالف، ولم يقطع المحاضرة إلا صوت رجل يصم الآذان وتهتز له الأبدان، إنه الوالد أبوفهمان الذي عاجل ابنه بصفعة رأى معها نجوم الليل في عز النهار، فقد تأخر فهمان عن النوم المبكر استعدادا لمدرسته، وأضاع وقته في طرح أسئلة قد لا يجد لها إجابة، ونام تلك الليلة خاوي البطن مع تغير تضاريس وجهه، وورم جعل من الجهة اليسرى للوجه تستدير كحبة الرمان التي عاثت بها أيدي الصبيان، حاجبة عن الجهة اليمنى الرؤيا والرأي.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال