فاتن محمد حسين

ضوابط لجنة السقاية والرفادة

مكيون
مكيون

الأربعاء - 26 أبريل 2017

Wed - 26 Apr 2017

مكة المكرمة هي قلب العالم الإسلامي النابض، بل حتى قبل بزوغ فجر الإسلام كانت لها مكانتها التاريخية حيث بيت الله وكعبته. وقد تنافس على شرف خدمتها وخدمة قاصديها القبائل العربية منذ الأزل، وقد حظيت قريش بهذا الشرف فتقاسم أبناء قصي ابن كلاب الريادة؛ فحصل عبدمناف على شرف القيادة والسقاية والرفادة، وابنه عبدالدار تشرف بالحجابة والندوة واللواء، وقد توارث العرب هذه المهام التاريخية الاجتماعية عبر التاريخ.



وها هي إمارة منطقة مكة المكرمة تتشرف بالمتابعة الدقيقة لهذه المهام من خلال لجان متعددة بقيادة أمير منطقة مكة المكرمة، مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل؛ ومنها (لجنة السقاية والرفادة) التي ما فتئت منذ تشكيلها تضع الضوابط التي تكفل خدمات راقية للحجاج والمعتمرين. وفي هذا العام وضعت ضوابط دقيقة لبرنامج (إفطار صائم) لموسم رمضان المبارك للعام 1438 وأرسلت مبكرا منذ مطلع شهر رجب للجمعيات والمؤسسات الخيرية بمكة المكرمة للالتزام بها ضمانا لعدم حدوث العشوائية في التوزيع والذي كثيرا ما تنتج عنه سلبيات ومنها:



1- تكدس الوجبات في أماكن وندرتها في أخرى.

2- المناطق التي تتكدس فيها الوجبات يحدث بها الكثير من الهدر للنعمة حيث ترمى في أكوام النفايات وهي نعمة من الله بها علينا وقادر على إزالتها!

3- ما يحدث من عدم الالتزام بالنظافة ورمي (نوى التمر) في أرض وساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي والمساجد الأخرى.. وهو حقيقة سلوك سلبي يصدر من البعض – للأسف - ولكنه منظر مؤذ ويضايق المعتمرين، وهنا لا بد من الإشادة بجهود المسؤولين في شؤون الحرمين الشريفين، فهي جهود جبارة في المحافظة على نظافة وطهارة بيت الله الحرام وحرم رسوله الكريم، فما إن تنتهي وجبة الإفطار إلا وفرق النظافة تجوب كل الأماكن والساحات بالغسل للأرضيات بالمطهرات وفي أقل من 10 دقائق ترى النظافة تشع مجددا، فجزاهم الله خير الجزاء على كل ما يقدمونه.

4- ومن سلبيات التوزيع العشوائي لإفطار صائم ما تسببه روائح الطعام للوجبات الساخنة للمصلين إذا كانت داخل المساجد.

5- وما يقدم من محاضرات دعوية غير مقننة ولأشخاص غير مرخص لهم، وما كان يتبع ذلك من الحصول على تبرعات نقدية توجه لجهات مشبوهة، وجاءت تلك الضوابط لتكون بلسما يعالج كل تلك السلبيات التي تسيء لنا كمجتمع تبنت قيادته خدمة الحرمين الشريفين على أعلى معايير الجودة والتميز.



حيث طالبت اللجنة تحديد كل جهة الأماكن التي سوف تقدم فيها (إفطار صائم) وعدد الوجبات ونوعها، مع الالتزام بالاشتراطات الصحية التي وضعتها اللجنة للوجبات الساخنة، والجافة؛ لتوفير أقصى درجات الأمن الصحي للمعتمرين، والقيمة الغذائية. بل وضعت ضوابط دقيقة في التغليف وحجم الأوعية ومواصفاتها المخصصة لنقل الوجبات فحتى التمر يجب أن يكون في (المسجد الحرام) منزوع النوى، مع وضع بيانات لكل العاملين في الإشراف على توزيع الوجبات، وتأمين كل وسائل التقنية في التواصل بين الجهات مثل توفر جهاز برافو لجميع المشرفين، إلى آخر يوم في شهر رمضان المبارك.



بل منعت اللجنة أي توزيع عشوائي، وإنه يجب أن يكون (بتصريح) من لجنة السقاية والرفادة بخطاب يقدم قبل شهر شعبان، تزود فيه اللجنة بيانات الجهة، والمشرفين، والسائقين، ورخص القيادة، وأن تخصص كل جهة مسؤولا عن جمع فائض الوجبات وفرزها وتسليمها لجهة حفظ النعمة.



بل لم تكتف اللجنة بذلك بل حددت زيا للعاملين بارتداء سديريات وقبعات بلون أخضر مع وضع شعار الجهة المقدمة؛ وذلك لتحميل هؤلاء مسؤولية أي أخطاء أثناء الإشراف على الوجبات، وأن تكون لون السفر باللون الأخضر، وكل ذلك يعطي انطباعا بالتنظيم والاحترافية في التقديم.



بل لم تنس لجنة السقاية والرفادة التوعية للمعتمرين فاشترطت طباعة شعار (النظافة) على العلبة، وكذلك شعار (منع التدخين)، وطباعة (الرسالة التوعوية للأمن العام)، بل وضعت ملاحظة هامة: في حالة وجود أي ملاحظات على الوجبة وضعت أرقام لجنة السقاية والرفادة وإيميلها للتبليغ عن الجهة، كل ذلك مع تعهد خطي بأن الجهة اطلعت على تلك الضوابط للإطعام الخيري وتحملها لأي عقوبات عن المخالفات.



حقيقة ضوابط غاية في التنظيم والدقة لتكون وجبات إفطار صائم تخدم أهدافا سامية وهي الإطعام، وتوفير الهدوء النفسي، ليتفرغ المسلم لأداء العبادات والشعائر في هذا الشهر الفضيل.



فشكرا لكل الجهود المخلصة التي تحظى بهذا الشرف التاريخي لتحقيق طموحات وتطلعات قيادتنا الحكيمة لخدمة قاصدي البلد الحرام.