السؤال الآن

الثلاثاء - 25 أبريل 2017

Tue - 25 Apr 2017

استنادا إلى المفاهيم المستمدة من نافذة جوهارجي، توجد المنطقة الحرة أو المفتوحة (Free area or open area) وهي ما يعرف بمربع النهار أو مربع السلوك الخارجي. تتضمن هذه المنطقة كل ما يعرفه الفرد عن نفسه وكذلك الآخرون، أي ما نشترك فيه مع الآخرين في معرفته عن (ذواتنا) بما فيها قيم الفرد نفسه، مميزاته، شخصيته، مدركاته... وهو ما نسميه «الظاهر».

ومن المسلم به أنه كلما صغرت مساحة الذات المنفتحة لدينا زاد ضعفنا وسوء اتصالنا بالآخرين، وكلما كبرت منطقة النشاط الحر أو منطقة النفس الحرة الطليقة المنفتحة، زاد انسياب الأفكار والمشاعر، وتوحدت الجهود مع فتح الباب واسعا أمام المشاركة الفعالة من الجميع.

مم لا شك فيه أنك ستجد نفسك متصالحا مع ذاتك كلما اتسعت مساحة المنطقة الحرة لديك لدرجة أنك قد تصبح رمزا لموقف ما حول موضوع معين، يختلف معك الكثيرون حوله وينجذب إليك من يوافقونك الرأي بسبب امتلاكك الشجاعة للتعبير عن اختلافك عكس موقفهم المتخوف من المجاهرة بمكنوناتهم... وهو ما سيؤسس لأفكارك في المجتمع بأن تصبح قائدا لها بدلا من حبسها بين أضلاعك.

والسؤال الآن؟ هل تعلم بأنه كلما كبرت المنطقة المفتوحة لديك، زاد تشعب علاقاتك وأصبح بإمكانك أن تعمل جنبا إلى جنب مع الآخرين بكل سهولة ويسر؟

والمنطقة الأخرى تسمى بالمنطقة العمياء Blind Area وهي المنطقة التي نحتاج فيها إلى من يهدي إلينا عيوبنا، أي المربع الذي يقول فيه الناس في غيابنا ما لا يصرحون به في حضورنا حول رأيهم فينا.. قد نتحدث بطريقة معينة، أو بلهجة محددة مع رسم تعابير على وجوهنا لا نلاحظها لكن يدركها الناس من حولنا.

في واقع الأمر، يعتبر سلوكنا المؤثر المباشر في كيفية تكوين الآراء عنا لدى الغير وهو ما يشكل طريقة تعاملهم معنا.

أثناء حديثك مع الناس تقوم بإرسال رسائل غير لفظية مثل حركات اليد والجلسة وتعابير الوجه، هذه الرسائل ستجعلهم يرونك بمنظار معين وهو ما قد يخفى عليك (لأنك لا ترى ما تفعل).

المشكلة تكون أكثر وضوحا لدى بعض الأشخاص الذين يتمتعون بصفات معينة، فالمغرور مثلا لا يعلم بغروره كما أن البخيل لا يدرك هذه الصفة وينكرها أيضا. في المقابل، فإن صاحب الصوت الشجي قد لا يلاحظ موهبته أيضا مما يفوت عليه فرصة التميز.. لكن عموما، كلما ضاقت هذه المنطقة كنت أقرب إلى تقدير الذات وتحقيق النجاح.

والسؤال الآن؟ هل تعلم بأنه كلما كبرت لديك البقعة العمياء فإن النتيجة الحتمية هي عدم تقبلك للنصيحة من الآخرين أو بعدهم عنك؟

وبالانتقال إلى المنطقة المخفية أو القناع (Hidden Area) فإن هذه المنطقة تتضمن ما يعرفه الفرد عن نفسه ولا يشاركه مع الآخرين، لأسباب عرفية، أخلاقية أو دينية: الأخطاء، الأسرار، الأمنيات، نقاط الضعف، المخاوف... الخ. وهو ما نسميه «الباطن».

إن سمك القناع (الإيجابي أو السلبي) يتناسب طرديا مع الخلق، فما أعظم القناع الإيجابي الذي يكتشف الناس تحته شخصا جديدا معطاء ومحبا للخير... قناع يخفي الصدقات ومساعدة الناس! ألم نسمع عن أشخاص دثروا إحسانهم بدثار الستر فلم يعلم المقربون منهم بحجم المال الذي أنفقوه في حياتهم وكم كربة فرجوها عن غيرهم، وهذا يدل على السمك القوي للقناع الإيجابي عكس الأقنعة السلبية التي تنافق الناس والتي تكون أهون للتعامل لو كانت ظاهرة لهم، على أنها لا تدوم طويلا!.

والسؤال الآن؟ هل مررت بتجربة مريرة أو شعرت بحاجة ماسة للبكاء لكن توجب عليك أن تسيطر على انفعالاتك ولا تظهرها للآخرين؟

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال