صناعة النجاح

الثلاثاء - 25 أبريل 2017

Tue - 25 Apr 2017

إن الدافع الأقوى لأي نشاط إنساني هو «الحاجة»، فالحاجة تمثل الدافع للبقاء والبحث عن رغد العيش في جميع جوانب الحياة، حيث إن العالم ماسلو أنشأ «هرم الحاجات» الشهير على قواعد الاحتياجات الإنسانية التي تبدأ بالحاجة الفسيولوجية وتنتهي في القمة بالحاجة إلى تحقيق الذات، التي تمثل محور الحديث هنا، «تحقيق الذات» ماذا نقصد بذلك، بالتأكيد تتبادر إلى الأذهان مجموعة من الأفكار التي تحاول جاهدة أن تحدد ما يعنيه هذا المصطلح، بصورة أبسط من ذلك، تحقيق الذات هو النجاح، تحقيق الأهداف.. إلى آخره من المعاني الجميلة التي تمد القارئ الكريم بنفحات من النشوة التي ينشدها الجميع، ألا وهي نشوة النجاح، لذلك نحن جميعا – بنو البشر – نسعى ونتطلع ونعمل للوصول إلى هذا الكنز بشتى الطرق، سنبدأ بذكر «المواد الخام» لصناعة النجاح، التي أزعم أنها جمعت الكثير من الآراء في هذا المجال.

إدارة الوقت.. قم بإدارة الوقت ولا تدع له الفرصة بأن يدير حياتك، لن تبدأ في التغيير ما لم تكن ممسكا بزمام الأمور مبادرا للحصول على قيمة مضافة من وقتك الذي يذهب في غالب الأحيان هباء منثورا، وأفضل طريقة لإدارة الوقت، معرفة أين يذهب؟ باختصار قم بمتابعة نشاطك اليومي بتفاصيله الدقيقة، وقم بتدوين ما تقوم به مهما كان بسيطا، ستجد أنك تضيع الكثير من الوقت في نشاطات لا تستحق ذلك الاهتمام، وستجد أيضا بعض الأنشطة التي لا تعير لها تلك الأهمية، وهي في عمقها تحتاج إلى جل وقتك، بعد أن تحصر بياناتك اليومية، سيسهل عليك إدارة وقتك بالطريقة التي ستضع بها إحدى قدميك على طريق النجاح.

التخطيط.. بعد أن تحكم السيطرة على وقتك وتتمتع بالمرونة في إدارته، ابدأ بالتخطيط التشغيلي ثم الاستراتيجي، ربما أذكر بعض المصطلحات التي تحتاج إلى متخصص لفك رموزها، سأقوم بتوضيح ما ذكرت، أقصد بالتخطيط التشغيلي هو التخطيط الذاتي قصير المدى، يبدأ باليوم ولا يتجاوز السنة في الغالب حسب وجهة نظري، أما التخطيط الاستراتيجي فيشير إلى تخطيط المنظمة، حيث يعتبر الشخص جزءا منه ويرتبط بجوانب اجتماعية ووظيفية أحيانا، لذلك يجب أن تكون لك مجموعة من الخطط على المدى اليومي أولا فالأسبوعي فالشهري ثم السنوي – تخطيط تشغيلي -، وخطة خمسية وخطة لمدة عشرين عاما – تخطيط استراتيجي.

الغايات.. بعد أن تتحكم في وقتك وتخطط لحياتك، تأتي مرحلة صياغة الأهداف أو الغايات في مستوياتها الدنيا والعليا وفي شتى المجالات، الشخصية، الاجتماعية، الوظيفية، فتبدأ بتحديد هدف قابل للتحقيق وفق إمكاناتك وقدراتك وفي زمن محدد يتسم بالمرونة المقبولة لتحقيقه في المدى المحدد له، فمثلا قد يكون هدفك على الصعيد الشخصي أن تتعلم مهارة التحدث أمام الجماهير، ستبدأ بصياغة هدفك النهائي، وتبدأ بالإجراءات التنفيذية لتحقيقه من خلال قراءة الكتب المتخصصة واستشارة المتخصصين والتدرب على الوقوف أمام الأصدقاء في البداية، ثم التحدث أمام مجموعات صغيرة إلى أن تصل إلى هدفك، وبطبيعة الحال بقية المجالات ستكون على غرار ذلك، الأهم في هذه الخطوة هو وجود الإرادة والاستمرارية لتنفيذ الخطة التي تؤدي إلى تحقيق الهدف.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال