إن بعض الظن إثم

الثلاثاء - 25 أبريل 2017

Tue - 25 Apr 2017

لا أظن أن أي شيء آخر تهمك معرفته عني، ففي وسعك أن تعرف أن أي شخص يعمل على شاكلته، واسمح لي أن أذكرك أنني عندما أسمع شخصا يحدثني عن سيرة آخر ينتابني الشك (بل اليقين) بأنه سينقل الذي من مسمعي إلى مسمع شخص آخر عند مغادرتي مجلسه، أو خروجي من عنده.

يكاد يتوقف قلبي عن دقاته بسبب ما وصل إليه الناس من وشاية في عصرنا هذا إلا من رحم ربي، أحيانا أهتف عاليا وأجأر كالمجنون، ولطالما تألمت من هذه الفئة من الناس التي تسعى للتقليل من شأن خصومهم، أو اللمز بهم، هل هذا ما تعلمناه من ديننا أو نخوتنا.. هؤلاء بتصرفاتهم وأفعالهم هذه وبما تلوكه ألسنتهم ليسوا رجالا.

من الممكن أن تكون قد لاحظت من قبل أنك لم تر من أي شخص يحرز شيئا في حياته، ولم يكن شيئا أبدا في أفكاره الخاصة، غير أن لديه الرغبة في أن يحافظ كإنسان على التوازن بين الناس والأقرباء بتواضعه، تأتي أنت وتحكم على تلك التصرفات بالانطوائية والعزلة، وتخدعهم بمظهر الناصح والتقليل من شأن من يخالفك الرأي، هذا برأيي خطأ في حد ذاته.

البعض لا يزال يعيش الآن مرحلة النرجسية فيتبنى المثالية ويخلع على أزهاره الورقية صفات التفاؤل والفرح والأمل واجتذاب الناس على وجه الخصوص من أجل التنفيس عما يعانيه من نقص، في نفسه طبعا.

وكل هذه الفراشات التي تحوم حوله لم تدع له مجالا باستحالة تميزه من خلال هذا الرسم النمطي في حياته الذي يستحوذ على الأقنعة البشرية، ولعل الأيام أو السنين قادرة على كشف أخبارهم بمجتمعاتهم.

أنا أفكر أحيانا في هؤلاء الناس مع مجتمعهم فأردد في نفسي نحن جزء من هذا العالم، فهل ستغرقنا الحضارة الغربية وننزلق في الوحل إذا لم نرجع إلى منهج تعاليم الإسلام السمحة، فالزيارة قلت، وصلة الرحم ندرت، والزيارة أصبحت برسائل الواتس اب.