مشانق أبها

الثلاثاء - 25 أبريل 2017

Tue - 25 Apr 2017

الانتهازيون استغلوا ما صاحب حفل تدشين مدينة أبها عاصمة للسياحة العربية لينصبوا المشانق على سفوح مدينة الضباب، وكأنهم يريدون عزل المدينة عن نهجها الاستراتيجي الوحيد بما حباها الله من تكوين جغرافي، ومناخ رباني، ليحولوها إلى أقبية مظلمة شديدة العتمة.

الانتهازيون استغلوا خروج ثلة من الشباب المارق الذين شوهوا الحفل، للقضاء على مشروع عسير الاستراتيجي السياحي الوحيد قبل انطلاقته الحقيقية صيف هذا العام، فقد تكالبوا على المدينة وأهلها كما تتكالب الكلاب الضالة على القصعة، وسنوا رماح نقدهم، وقذفوا بكل سهامهم المسمومة من كل حدب وصوب.

أقيمت احتفالات ومهرجانات في كل المدن السعودية، فلم نشاهد هذه البكائيات، ولم نلمس هذا التدثر الديني الشكلي، ولم نسمع بنغمة الحد الجنوبي، وكأنهم يريدون عزل أبها وسياحتها وموردها الاقتصادي عنوة، وبطريقة كيدية بحتة، عجلة الحياة لم تتغير في عز أزمة الكويت، ومن قبل في أحداث أكثر صعوبة وخطورة، وحاليا رجالنا على الحدود وهم أهل للدفاع عن بلدهم وكل مواطن على ثغر، فرجال الأمن يحرسون الجبهة الداخلية، والمعلمون والمعلمات يبنون أجيال المستقبل، والأطباء والطبيبات في مهامهم الإنسانية، والرياضيون يحملون هم وتطلعات شريحة كبيرة من المجتمع، والمثقفون على ناصية الحياة بعقولهم وأفكارهم النيرة، ورجال قطاعاتنا العسكرية على الحدود يذودون عن بلدهم رغبة في إحدى الحسنيين «النصر أو الشهادة»، ولا ينتظرون من أحد المزايدة على حسابهم ببكائيات مستهلكة يراد بها زرع فتنة نائمة. بالحسابات الذهنية إما أن نقيم مهرجانات سياحية جاذبة للسياحة بمعناها الحقيقي، وتحصل مناطق الاصطياف بالداخل على نصيبها من كعكة الأموال المهاجرة صيفا، أو نضعف لهذه الأصوات النشاز، ونلغي كل البرامج ونحتكم للأقبية والظلام الدامس، وكأننا شعب مدينة أفلاطون الفاضلة، مكتفين بنعرات القبائل وهياط الولائم والتدين المزيف، وخصوصية «خيطي بيطي».

سيغادر أبناؤنا وبناتنا مع أسرهم في أرض الله الواسعة صيفا، وسينعشون أسواق وطيران وفنادق بلدان وجهاتها السياحية، وسنخسر أكثر من أربعين مليار ريال سنويا، وفوق ذلك قيمنا وسلوكياتنا، بسبب وحشية وهجوم حراس الفضيلة، وحقد التناول والتعاطي والعصبية النتنة.

«إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء»، ومن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، لن نكون شريحة واحدة وفكرا واحدا، فلو شاء الله لجعلكم أمة واحدة.. اللهم اكف أبها شياطين المنابر، وخفافيش الظلام، وحملات حراس الفضيلة، فإنهم لا يعجزونك.

الأكثر قراءة