أكبادنا بين رحمة الملك وعذاب الوزارة!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاثنين - 24 أبريل 2017

Mon - 24 Apr 2017

ما إن نزل الأمر الملكي السامي الكريم الرحيم بتقديم الامتحانات؛ كالغيث على نفوس أكبادنا من الطالبات والطلاب؛ حتى هرعت (البيروقراطية) التي لم ولن تعمل يومًا لصالح التعليم وما قرب إليه من فأل وأمل، إلى اتخاذ إجراءات لا تخطر على ذهن (عاقل) مهتم بالتربية والتعليم! فأرسلت من كواكبها خارج «درب التبانة» تعميمًا يقضي بإضافة حصة ثامنة ـ من غير داود ـ ودججته بوابل من التهديد والوعيد بخصم (درجة كاملة) عن كل حصة ـ وليس عن كل يوم ـ يتغيب عنها الطالب!!



ولكن يسعدنا أن نبشر فلذات أكبادنا ـ بعد استشارة بعض الأصدقاء القانونيين ومنهم من يعمل في مجلس الوزراء ـ بأن هذا التعميم السقيم باطل من (لغاليغه)!

فمن المعلوم بالبديهة من الأنظمة الحكومية: أن لوائح التعليم صادرة من مجلس الوزراء الموقر، وليس فيها هذا (الارتجال)! ولا يمكن إضافة مادة، أو إلغاؤها، أو تفسيرها إلا بالرفع إلى أمانة مجلس الوزراء، التي ترفع مرئياتها إلى المقام السامي لاتخاذ ما يراه في مصلحة الوطن وأبنائه!



وبناءً عليه؛ فإن كانت الوزارة ترتجل ما يعن عليها من (هواجيس) وهي تجهل أنظمة التعليم؛ فتلك مصيبة! وإن كانت ترتجلها وهي تعرف أن ذلك ليس من صلاحياتها؛ فالمصيبة أعظم من ناحيتين:

ـ أن هذا (التعميم) يبعث على القلق العام الطام، ويرهب الطلاب قبل خوض الامتحانات التي جاء قرار تقديمها رحمة بهم، وتهيئة لأفضل الأجواء النفسية والجسدية؛ ليقدموا أحسن ما عندهم ويحققوا أعلى ما يمكن من درجات النجاح!



ولك أن تتخيل امتنان الطلاب والمعلمين (الميدانيين) وأولياء الأمور والإخوة السائقين والأخوات الخادمات لجلالة الملك صباح الأحد؛ ثم خيبة أملهم ظهرًا بهذا الإرهاب الوزاري الفاجع، وكأن سكان كواكب التعليم يحسدون الناس على (سلمانهم)!!



ـ وهو من ناحية ثانية يوحي بأن الوزارة (فوجئت) بالقرار الملكي؛ وأدركها الوقت على حين غرة!



وكأنها لم تقرأ ـ مثلاً فقط ـ ما كتبه أستاذنا (حمد القاضي) في الزميلة صحيفة (الجزيرة)؛ في شعبان الماضي (1437هـ/ 2016م)، أي قبل نهاية العام الدراسي الماضي وبداية إجازة أهل الكهف الشهيرة!



أما وقد صدر القرار الملكي مراعاة للطلاب فكان من أبسط الإجراءات أن تصغي الوزارة لاقتراحاتهم، وتنشر الثقة فيهم بالأخذ بمرئياتهم!

ولكن «الوزارة مشغولة دائمًا بما هو أهم»! ولذلك قمنا نحن باستطلاع عشوائي لأفكار بعض أبنائنا... وستدهشون بها غدًا!!!



[email protected]