عبدالله المزهر

على هامش الأوامر

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 24 أبريل 2017

Mon - 24 Apr 2017

الأوامر الملكية تأتي في الغالب تحمل أخبارا سعيدة ومبهجة، وغير ذلك في استثناءات تحدث على فترات متباعدة. وآخر هذه الاستثناءات كان حين ألغيت البدلات وتأجلت العلاوات لموظفي القطاع العام.



على المستوى الشخصي كانت الأوامر الأخيرة مبهجة بالنسبة لي خاصة فيما يتعلق بثلاث نقاط.



أولاها يتعلق بمحاسبة الوزراء المقصرين. صحيح أن توظيف الأقارب ليس الخطأ الوحيد الذي نتمنى أن يحاكم المسؤولون من أجله فهو من العادات والتقاليد الراسخة لدى الشعب. لكن لا بأس بهذا الأمر كبداية.



أما ثاني هذه النقاط المبهجة فهو عودة البدلات، وهي عودة تشبه عودة الأحبة بعد فراق. وأرجو ألا يظن أحدكم أني فرحت بهذا من أجل الناس، فلست طيبا إلى هذا الحد، كل ما في الأمر أنني كنت ممن عادت لهم بدلاتهم التي نسأل الله لها النماء والزيادة وأن يباعد بينها وبين طريق الرحيل.

والحق أني فرحت بعودتها أكثر مما كنت سأفعل لو زاد راتبي دون ذهابها، ولهذا فإني أشكر المسؤولين على اختيار الفرحة الأجمل التي تناسبنا أكثر من غيرها.



أما ثالث الأمور المبهجة فهو أمر لا أود التعليق عليه كثيرا حتى لا أدخل في باب الشماتة.



وعلى أي حال..

المهم هو أن يؤمن المسؤولون الجدد أن المسؤولية ليست مجرد ترقية وظيفية أو فرصة عمل متاحة، وأن يفكروا كثيرا في رأي الناس عنهم حين يغادرون مناصبهم، وهم فاعلون لا محالة يوما ما سواء بناء على طلبهم أو دون طلب من أي أحد. يجب أن يفكر كل مسؤول في تلك اللحظة التي يغادر فيها، هل سيدعو له الناس أم سيدعون عليه، فليس مهما أن يفرح الناس حين يتولى المسؤول منصبه، المهم هو ألا يفرح الناس حين تركه.



[email protected]