من أعاد بوصلة واشنطن باتجاه الرياض؟

الاحد - 23 أبريل 2017

Sun - 23 Apr 2017

لا شك أن العلاقات بين المملكة وأمريكا في عهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما وصلت إلى أسوأ مستوى لها، نظرا لسياسة أوباما المنفتحة على إيران والتي تغاضى من خلالها عن تدخلاتها السافرة في المنطقة العربية مقابل الاتفاق النووي الهش، وهذا أزعج القيادة السعودية وأحدث فجوة كبيرة بين الرياض وواشنطن على غير العادة، حيث كانت علاقات المملكة الدائمة بأمريكا تاريخية وراسخة وفقا للمصالح المتبادلة على الصعيد السياسي والاقتصادي والتعليمي والعسكري، ومع صعود أسهم ترمب وفوزه لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع من ترمب أن يكون بهذه الإيجابية تجاه المملكة بناء على شعارات حملته الانتخابية، ولكن عندما تكون الإرادة ووضوح الهدف والقدرة على صناعة القرار هي ما يميز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، حيث تمكن من فك شفرة السياسة الأمريكية مع الرئيس الجديد ترمب ليحدث نقله نوعية في تعامل البيت الأبيض مع قضايا المملكة الواضحة والمشروعة، حيث تبدل الفتور إلى علاقات مميزة وأهداف مشتركة وتوافق كبير على جميع الأصعدة. لا شك أن زيارة الأمير الشاب محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي ترمب كانا عملا استثنائيا يحسب لسموه، حيث كان تحديا كبيرا نجح فيه الأمير بامتياز وقلب الطاولة على مخططات إيران بالوطن العربي، وكان الرئيس الأمريكي ترمب اتفق مع سمو الأمير على كف يد إيران التخريبية في الوطن العربي وتدخلاتها الواضحة، وها هو وزير الدفاع الأمريكي من الرياض يعلنها مدوية في وجه إيران بأن واشنطن مع السعودية في جميع قرارتها، وعلى إيران أن تقلع فورا عن تدخلاتها في البلدان العربية ورعاية الإرهاب والإرهابيين.

إن سياسة النفس الطويل للمملكة على مر العقود الماضية تكسب دائما، وقد هد لقاء الأمير بالرئيس الأمريكي ما بناه الإيرانيون في ثماني سنوات في عهد أوباما، وذلك بحكمته وموقفه التفاوضي الممتاز الذي كان له مفعول السحر في إعادة بوصلة العلاقات السعودية الأمريكية إلى وضعها الطبيعي وفي زمن قياسي، ولا شك أن الدعم والتوجيهات الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هما الدافع الكبير الذي سهل على سموه إعادة المياه إلى مجاريها، وها هي إيران وقوى الشر في المنطقة جميعا تترنح تحت وقع الصدمة وهي ترى أن خططها تنهار بشكل متسارع وتعود إلى عزلتها بسبب نزعتها الشريرة نحو جيرانها العرب، فشكرا أبا سلمان على هذا العمل المميز الذي أسهم في تعزيز مواقف المملكة الراسخة ورسالتها الإسلامية السامية تجاه نشر العدل والسلام في العالم، ونتطلع لخطوات أخرى قادمة تنهي التمدد الإيراني في جسد الأمة الإسلامية والعربية. حفظ الله المملكة قيادة وشعبا لتبقى أرضها عصية على كل من أراد أن يدنس ترابها الغالي، ورحم الله الأجساد الطاهرة التي فاضت أرواحها العظيمة وسالت دماؤها الزكية وهي تذود عن حدود الوطن الغالي، وتحية عطرة ووقفة إجلال وتقدير لجنودنا البواسل في ميادين الشرف كافة، فهم الدرع الحصين بعد الله لنا.