شاهر النهاري

لكم أعشقك أيها الشعب السعودي

الاحد - 23 أبريل 2017

Sun - 23 Apr 2017

لعل ليلة البارحة كانت ليلة مشهودة في تاريخ وطننا السعودي، بأن عمت البهجة أفئدة ومنازل أفراد الشعب السعودي بعقلانية وتوازن وتنوع وجدوى الأوامر الملكية، والتي لن أحاول مناقشتها هنا، باعتبار أن الكثير غيري قد فعل، وأن الأكثر سيفعل لاحقا.



ولكني أريد أن أشيد بموضوع يدهشني كثيرا، وهو يستحق التوقف عنده؛ مع أني قد سبق وفعلت ذلك في مناسبات عديدة، باعتباره أمرا حيويا عظيما مشرفا، يستحق الإشادة والفخر به.



فكنت دوما أتكلم عن هذا الشعب السعودي العظيم، والذي يثبت يوما بعد يوم، وأزمة بعد أزمة، ووعيا بعد وعي، أنه شعب ذو خصوصية فريدة نادرة، وليست تلك الخصوصية المشوهة، التي يحاول البعض رسمها ظلما على مجتمعاتنا؛ ولكنها خصوصية من النوع المحبب الجميل الأصيل، التي تفتقدها شعوب عدة، ونمتلكها نحن بكل جوارحنا، متضحة في الآتي:



1. التفافنا حول حكومتنا في السراء والضراء.

2. تفهمنا، وتحملنا لما يحدث من تغيرات محلية وعالمية، وقدرتنا على سرعة التأقلم.

3. قد نتذمر وقد نرفع أصواتنا بعض الشيء، ولكننا لا نصل مطلقا إلى درجات الخلاف أو التعارض مع حكومتنا، التي هي منا.

4. كل طبقات المجتمع، إلا القلة الشذاذ لها نفس الروح، ونفس الأنفاس الطويلة، ولها احترام متبادل بينها، ومع قياداتها.

5. شعبنا ولله الحمد عصي على التحريض، والأعمال الطائشة، وعلى الخروج إلى الشوارع، والاحتجاجات الغوغائية، التي لا تثمر إلا الخراب، والدمار، وسفك الدماء، ونشر الخوف، وزيتنا في دقيقنا، ونحن نستطيع حل مشاكلنا مهما كبرت بالعقل، والتروي، والصبر، والنصيحة والتلاحم.

6.كلنا يد واحدة ضد أي ظاهرة سيئة، سواء كانت الإرهاب، أو الفساد، أو المحسوبية، أو العنصرية، أو المخدرات، أو غيرها، رغم أننا ندرك أن الأمر لا يخلو من حالات تقل وتزيد، ولكننا نحاول، ونتحدث عنها بحرية تامة، ونشرح لأولي الأمر ما نتمناه، والدولة بحمد الله تسارع لتحقيق أمنياتنا.

7. أرضنا وطننا، وهي ملاذنا بعد الله، ومجمعنا، ومنطقة محبتنا، ومهما عبث البعض في جزء منها، إلا أننا بالمجمل صالحون نسعى للأفضل، فشعبنا الحبيب كان على هذه الأرض منذ الأزل، وهو خير من يقدر قيمتها، وتميزها، وقد صبر على أيام شقاء فيها، وهو اليوم، يجني ثمرات صبره، ويحاول أن يصلح الأرض ليومه الحالي، ولأجيال تأتي من بعده.

8. المحرضون نسمع نشازهم حولنا في كل مناسبة، ونعرف من يحركهم، يتباكون على حالنا بخطبهم المنبرية، وبما حدث، وما سيحدث، ويتهمون الإخلاص فينا، لله، ولدينه، ولكننا ولله الحمد قد عرفناهم وجربناهم في مواقف كثيرة، ولم نعد نجهل نواياهم، ودوما نتمكن من إخراس ألسنتهم، التي لا يرضيها إلا الدمار.

9. أمورنا ولله الحمد تتحسن، والعدالة موجودة، لا ينكرها إلا متعام عن الحقيقة، والكل فينا سواسية أمام القانون، وهذا يزيدنا وعيا بأن وطننا يسير في المسار العقلاني السليم.



صدقوني إني لا أجامل، فأنا أحب هذا الشعب السعودي، الذي تتوقع منه أي شيء، إلا أن يخرب داره بأياديه.

ودعونا نقارن بيننا وبين دول محيطة بنا كانت أفضل حالا منا، فأين صرنا، وأين صاروا، لقد أصبحنا بحمد الله فوق هام السحب.



[email protected]