عبدالله المزهر

لا تضايقون الترف!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 22 أبريل 2017

Sat - 22 Apr 2017

الإنسان الكامل الذي ليس له أخطاء غير موجود، ولم يوجد في السابق ولن يكون له وجود في المستقبل، وتخيل وجوده فكرة يمكن تطبيقها فقط في أفلام الخيال العلمي.



ثم إن آمنا بهذا وسلمنا به وهو الحقيقة التي لا خلاف عليها، فإن الخطوة التالية هي البحث عن الإنسان الذي لا تنتقد تصرفاته وأعماله وأقواله، بغض النظر عن إيمانه هو بصحتها من عدمه. والحقيقة أن هذا أيضا غير موجود، ولكن الناس في هذا ينقسمون إلى قسمين، قسم يمكن انتقادهم في العلن دون التفكير في ردة فعله وتصرفه تجاه منتقديه، وهذا القسم هم أكثر الخلق، وقسم آخر من الصعب انتقاده والحديث عن احتمالية وقوعه في الأخطاء علنا، لأن عواقب الحديث عن الأخطاء تكون أكثر كلفة مما يتحمله الناقد. ولذلك يكتفى بنقد تصرفات هذا النوع من بني البشر سرا وفي المجالس الخاصة، فالسلامة مطلب كل حي ـ كما تعلمون ـ.



والحديث هنا بشكل عام، ولا مبرر لتخيل أشخاص بعينهم عند قراءة الأسطر أعلاه كما تفعلون الآن.



أما إن أردنا التخصيص فإن بعض المسؤولين لدينا مرهفو الحس، ويتعاملون مع النقد الذي يوجه إليهم بحساسية لا مبرر لها، تشعر أنه حين يقرأ مقالا ينتقد عمل الجهة التي يتولى شأنها يبدأ في البكاء كأنه طفل شتمت لعبته. والبكاء ليس عيبا على كل حال، وهو دليل إنسانية ورقة قلب. ولكن عزيزي المسؤول، وفقنا الله وإياك، حين تتولى إدارة شأن عام فإن من أبسط حقوق الناس عليك أن يكون لهم حق نقد عملك، ومن واجبك أن تتقبل كل ما يقال عن «وظيفتك» سواء كان صحيحا أو حتى مغرضا لا معنى له. إن كان صحيحا فقد أسدى إليك الناقد نصيحة ومن واجبك تعديل الخطأ، وإن لم يكن صحيحا فقد أعطاك المجال كي توضح للناس شيئا صحيحا لم يكونوا على علم بوجوده.



وعلى أي حال..

الحساسية من النقد ليست عيبا في عامة الناس، ولكنها مشكلة حين تكون من صفات المسؤول، والمسؤول الذي «يزعله» النقد يفترض أن يعتذر عن مسؤوليته ويجلس في منزله، ولن يسمع ما يجرح حسه المرهف.



[email protected]