فارس هاني التركي

وردك يا زارع الورد

أرقام فارس
أرقام فارس

السبت - 22 أبريل 2017

Sat - 22 Apr 2017

كما تشتهر بريدة بالتمر وجازان بالفل والجوف بالزيتون فإن الطائف تشتهر كذلك بالورد. هذه الوردة الدمشقية وردية اللون التي جاءت إلى الطائف عن طريق الأتراك، فقد كانت تزرع حول أسوار المنازل للزينة، ولاحقا أصبحت تزرع داخل المزارع بكميات كبيرة، حيث إن أجواء الطائف وتربتها من الأماكن النادرة في العالم التي ناسبت هذه الوردة الجميلة، فبالإضافة إلى مدينة الطائف السعودية هناك مدينة إسبرطا التركية وكازنلك البلغارية وقلعة مكونة بجبال الأطلس المغربية.



تنتج مزارع الطائف خلال الموسم السنوي الذي يمتد لـ 40 يوما فقط قرابة نصف مليار وردة، حيث يوجد في الطائف أكثر من 800 مزرعة ورد، ولكن للأسف أعدادها آخذة في التناقص نظرا لمشاكل المياه والعمالة، فنجد أن بعضا من أصحاب هذه المزارع حولها لمتنزهات تدر دخلا أعلى، وفي الوقت نفسه أقل تعقيدا من ناحية الصيانة والإدارة إذا ما قورنت بالمزرعة.



هذه المزارع تبيع إنتاجها لـ36 معملا ومصنع ورد في الطائف، فبعض المصانع يشتري 600 ألف وردة في اليوم الواحد، ويتراوح سعر الألف وردة بين 45 ريالا و60 ريالا. هذه المصانع تحول الورد بالطرق التقليدية إلى ماء الورد ودهن الورد والعديد من منتجات الورد الأخرى، ولكن يظل دهن الورد هو فخر إنتاجها بدون منازع، فتولة دهن الورد الواحدة تستهلك من 10 آلاف إلى 15 ألف وردة في المعدل لإنتاجها، وتباع بسعر يتراوح بين 1400 ريال و2000 ريال، فيما تبلغ عوائد الإنتاج الموسمي للورد 50 مليون ريال سنويا، وهو ما يعد رقما ضعيفا نسبيا مقارنة بعوائده في تركيا وبلغاريا.



الإنتاج العالمي لدهن الورد يبلغ 20 طنا سنويا، وتسيطر تركيا على قرابة 70% من هذه الحصة، فإنتاجها السنوي يبلغ 13 طنا، بينما بلغاريا 3.5 أطنان، والمغرب في حدود 3 أطنان، بينما الطائف إنتاجها لا يتجاوز نصف طن فقط سنويا.



صناعة الورد مثلها مثل أي صناعة في العالم لكي تنمو وتزدهر فهي بحاجة إلى الأبحاث والتطوير المستمر، فعلى سبيل المثال شجرة الورد تبدأ الإنتاج من عمر سنة إلى سنتين، وتستمر حتى عمر 15 سنة، ولكن مع الأبحاث المكثفة من علماء الزراعة قد تنتج قبل عمر سنة، أو تستمر لأكثر من 15 سنة، وكذلك الأبحاث في مجال التربة والتسميد قد تجعل الإنتاج يتضاعف.



الجدير بالذكر أن جامعة الطائف لديها كرسي الأبحاث والدراسات التنموية لورد الطائف، وهو ما يعول عليه كثيرون في الوصول لتقنيات حديثة تسهم في جعل الورد الطائفي منافسا بشكل قوي في السوق العالمي، فإذا لم تتطور زراعة الورد ومعالجته ويزداد الإنتاج بكثافة سيظل الورد للاستهلاك المحلي ولن ينافس عالميا إطلاقا، كما تفعل تركيا ببيع وردها لكبرى شركات العطور الفرنسية والعالمية.



[email protected]