المسؤولية النبيلة

السبت - 22 أبريل 2017

Sat - 22 Apr 2017

يعيش الإنسان في الدنيا مراحل وفترات متتابعة ومتراكمة؛ يتدرج في العمر وتعظم مسؤوليته عن نفسه ليتخذ قراراته المصيرية من عمل وزواج ومن ثم البدء في رسم خارطة الحياة.

المسؤولية من القيم الإنسانية النبيلة، والعمل بها كفيل بصلاح الفرد، وإهمالها متعد على النفس والمجتمع، والإنسان يتحمل تبعاتها المختلفة، وقد قرر ذلك عز وجل في كتابه (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون).

اتجاهات الفرد مؤثرة ولها قيمتها وأهميتها وستعود آثارها على المجتمع ولو بعد حين، وستتحول إلى سلوك، ثم إلى ظواهر إيجابية أو سلبية بحسب ذلك الاتجاه!

عندما نرى الناجح في العمل أو التجارة أو الأسرة نعلم أن هناك قاسما مشتركا في مسؤوليته عن نفسه، وكيف صاغ ذلك النجاح إلى أهداف رسمها وأعدها واستطاع تحقيقها؛ كونه علم أنه ليس للإنسان إلا ما سعى ولإيمانه بأن الطريق إلى الهدف مليء بالصعوبات والمفاجآت؛ فهو على أهبة الاستعداد لكل طارئ متحزما بالتوكل على الله والإيمان به.

يقول مايكل كوردا (الميزة الوحيدة التي تجمع بين الناجحين في العالم تكمن في قدرتهم على تحمل المسؤولية).

الأزمات تصنع الإنسان وتكسبه الخبرة في مواجهة المشكلات وكيفية حلها، فطبيعة الحياة متقلبة ودوام الحال من المحال، فالعاقل مستعد للتجديد والتغيير بكل وقت.

ولا عجب أن نسمع صوتا من الخلف ينذر بالنكبات والنكسات ويتوعد بالفشل والخسارة لمشاريع حياتية مختلفة لأناس أمضوا عليها سنوات في المحاولة والجهد والسعي لإيصالها إلى ذروتها؛ فمنطق الناس وأفكارهم متباينة، وإيمانهم بأحلامهم (إن وجدت) فهي متفاوتة.

الفرص متاحة في كل زمان ومكان، ولكل جيل مجال متاح أمامه؛ أبوابه مشرعة للعمل بما يستجد من طرق وآليات مناسبة في كل مناحي الحياة؛ فمصالح الناس لن تتوقف، والمتطلبات المعيشية حاضرة فاتحة ذراعيها مرحبة بالمتأهب المستعد.

المسؤول عن نفسه محترف في تنفيذ أهدافه؛ تحاصره أمواج الحياة لكنه لا يغرق! وتظهر في طريقه المتغيرات فيحورها ويكيفها لنفسه؛ يقوده التفاؤل للنور؛ مستبعدا من قاموسه مفردات الإحباط والتشاؤم.

الإنسان عابر في هذه الحياة، والطريق سالكة، والناجح من يتسلح بالمثابرة والتضحية والصبر ليصل - بحول الله - إلى حلمه المنشود.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال