شاهر النهاري

كيف نجعل أبها عاصمة السياحة

السبت - 22 أبريل 2017

Sat - 22 Apr 2017

تلقيت دعوة خاصة من صديق أبهاوي، يدعوني للانضمام لمجموعة واتس اب، مع بعض الأصدقاء، كنوع من المشاركة في جعل أبها عاصمة السياحة العربية 2017.



وتعجبت أن تكون الدعوة من شخص محب، لا يحمل صفة اعتبارية، فليس من منسوبي وزارة الثقافة والإعلام، ولا من هيئة السياحة، وليس من إمارة منطقة عسير، ولا من أمانة أبها، فكان يمثل نفسه المحبة لأبها ومحبيها.



وقد تعذرت لمشاعره، وأخبرته أن مجرد وجودنا في مجموعة واتس اب، لن يفيد السياحة في أبها، ولن يقدم لها الجديد.

أمر طبيعي أن يتم اختيار أبها لتكون عاصمة السياحة لعام 2017 كغيرها من المدن السياحية العربية، والتي تتناقل التسمية بالترتيب، حتى ولو لم يكن لها أي تميز سياحي.



ولكن أبها بلد الطبيعة الخضراء الخلابة، وكان من الممكن أن تكون عاصمة السياحة العربية الدائمة، وليس فقط هذا العام، غير أن الجهود المبذولة من جميع النواحي أقل من منظور وطموح محبي أبها، فتتكرر المحاولات السنوية، مع قلة الجدوى.



أبها تحتاج إلى أمور عديدة لتكون مدينة سياحية من الطراز الأول:

1. بنية تحتية محكمة متماسكة.

2. وسائل مواصلات أسهل وأكثر جودة.

3. شوارع فسيحة، وأرصفة بديعة، ووعي مروري يحد من عدد الحوادث.

4. المحافظة على المناطق السياحية ونشر الخدمات بها، وزيادة مناطق الخضار والغابات، والتقليص من الأسوار، والشبوك.

5. الاعتناء بالمناطق التاريخية العديدة، والتي تركت للعبث والعابثين.

6. نظافة تامة دائمة، بتجريم رمي المخلفات، في الشوارع، ووسط المنتزهات العامة، والأماكن الطبيعية.

7. تطوير الفندقة، والسيطرة على مواصفاتها وأسعارها.

8. عدم حصر البهجة في حفلات الفنانين، والمسرحيات، والتي قد تأتي بعد اتزان الأمور الأهم.

9. عدم تكرار ما اعتدنا عليه سنويا من مهرجانات رقص، واحتفالات بكلمات وأشعار وتوزيع شهادات وقص أشرطة، وتوزيع هدايا للمشاركين والمحتفى بهم، وترك العمل الاجتماعي الحقيقي لإظهار روح الإنسان العسيري في المحافظة على جمال منطقته، وتكوين أسس وأخلاقيات السياحة في الاعتناء بالضيوف، وإظهار تاريخ المنطقة وحقيقة جمالياتها وتراثها.

10. أبها ليست صيفا فقط، ويمكن أن يزورها السياح في الفصول الأخرى، وممن يعشقون أجواء الضباب، والصقيع.

11. تحديث الخطط والقوائم الخاصة بتنظيم الأنشطة والاحتفالات، فما هو معتاد أن من يتم دعوتهم من المثقفين والإعلاميين وكبار الشخصيات يتكررون سنويا، بقوائم ثابتة، وبشكل يجعلها نوعا من الجهوية، أكثر من حقيقة تواجدهم الفاعل لإضفاء البهجة للمنطقة، أو للحديث عنها وعن منجزاتها.

كل ذلك وغيره الكثير يمكن أن يعمل لبلد أيقونة تستحق أن تكون من كبريات مدن السياحة العالمية طوال أيام السنة، وبمجرد وجود الخطة الوطنية الاستراتيجية الدائمة، واختيار المخلصين لتنفيذها، بشكل علمي وعملي.

رؤية المملكة 2030، يجب ألا تحين، وما زلنا في نفس التيه، فلعل من يزور أبها، أن يعود حاملا معه الذكريات البديعة، والتاريخ، والحكايات، والعبق، من خلال حصوله على مميزات لا يتمكن من الحصول عليها في مدن التكييف والزجاج، والتي تفتقد طبيعة وجمال الأرض، والسماء، ومكنون الهبات الربانية. حقيقة يا أصدقائي محبي أبها أني لست بحاجة لمجموعة واتس اب أبهاوية، ولكني أحتاج لأعيش أبها الطبيعة والإنسان، التي كنت أعرفها، دون رتوش.



[email protected]