تدريب مدراء المراكز الصحية!

تعاقدت وزارة الصحة مؤخرا مع معهد الإدارة العامة لتنفيذ (البرنامج التطويري لمدراء مراكز الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة) الذي يستهدف (2000) موظف مقابل ما يقارب (10) ملايين ريال، ويعتبر التدريب والتأهيل من أساسيات العمل، ولكن يبقى السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه: أين دور إدارات التدريب والابتعاث بوزارة الصحة التي تم تعديل مسماها مؤخرا إلى (إدارات الشؤون الأكاديمية والتدريب)؟ فالوزارة ممثلة في الإدارة العامة للشؤون الأكاديمية والتدريب وفروعها في المديريات لديها مخصصات مالية مناسبة، وإمكانيات مادية عالية المستوى، ومدربون ذوو خبرة وكفاءة عالية، ومن وجهة نظري الشخصية كان من الأجدر أن تتبنى مثل هذه البرامج ويتم الاستفادة من مبلغ العقد في تأمين الاحتياجات الضرورية للمرضى، وإذا كانت غير قادرة على تنفيذ مثل هذه البرامج التي تعتبر من (صميم عملها) فإلغاؤها أفضل، وأن يكون البديل الاعتماد على المدرب الخارجي (حسب الحاجة)، وهذا هو الوضع القائم حاليا، فمعظم الدورات التدريبية التي تقام تنفذها مراكز تدريب خارجية بالتعاقد مع الوزارة، ويعتبر بقاء هذه الإدارات دون تفعيلها وممارستها نشاطها مجرد عبء على الوزارة.

لدينا إمكانيات وكفاءات غير مستثمرة استثمارا جيدا، فجميع المديريات لديها مراكز تدريب متطورة ومجهزة بأحدث التجهيزات. وعن المدربين حدث ولا حرج، ففي كل إدارة تجد مجموعة من حملة المؤهلات القادرين على قيادة دفة التدريب، ولكن للأسف الشديد لم يعطوا الفرصة الكافية لإثبات جدارتهم. أعتقد أن قيام الصحة بتدريب موظفيها أفضل بكثير من الاستعانة بالجهات الأخرى التي قد لا تدرك مدى الحاجة للتدريب، ونوعية التدريب المطلوب، وأجزم بأن من وضعوا برنامج التدريب لمدراء المراكز من أساتذة المعهد الأفاضل ليسوا على اطلاع كامل بالوضع الحالي للمراكز الصحية، ولا على معرفة تامة بمستوى أداء المدراء المستهدفين بالتدريب!. علما أن معظم مدراء المراكز حاليا (أطباء أجانب) ولا أدري هل هم المعنيون بالتدريب أو سوف يتم ترشيح آخرين. أطالب المسؤولين عن الترشيحات بمراعاة إعطاء أولوية التدريب للمختصين في مجال (الإدارة الصحية) للاستفادة منهم في إدارة المراكز.

وفي الختام تمنيت لو بقيت إدارة التدريب والابتعاث على المسمى السابق لكون المسمى الحالي لا يتناسب مع دورها الفعلي فهي ليس لها أي دور (أكاديمي) ويقتصر عملها على (الابتعاث) و(التدريب).