معرض الكتاب 2017 واستمرار النهج

الجمعة - 21 أبريل 2017

Fri - 21 Apr 2017

أصبحت فكرة أنك تقرأ كتابا فكرة غريبة في عصرنا الحديث مع التطور الهائل الذي نعيشه، الجوالات الذكية والانترنت اختصرت الكثير وسهلت الأكثر لوصول المعلومة لنا، الكل يقول إنه لا داعي للقراءة وأنا أستطيع بكتابة سطر واحد على محرك البحث قوقل أن أجد كل ما أريد وأعرف ما يلزمني دون الحاجة لإضاعة وقت وجهد في القراءة والبحث بين المؤلفات، نعم هذا صحيح لكن ينسى البعض أن ما يبحثون عنه عبر قوقل هو أساسا نتاج قراءة وبحث علمي دقيق عبر طيات الأوراق والكتب، وهو عبارة عن مؤلفات تعب أصحابها حتى يضعوها أمامك وبين يديك، لهذا فإن الكتاب بكل ما يحمله من أركان من معلومة وباحث وكاتب وقارئ سلسلة بشرية مهمة جدا في حياتنا لا يمكن لنا أن نستغني أو نعيش بدونها.



معرض الكتاب الذي تقيمه وزارة الثقافة والإعلام سنويا حدث مهم جدا ليس من باب المحافظة على أصالة الفكرة بحد ذاتها من خلال إقامة المعرض نفسه كأنه متحف يزوره الناس، بل هو استمرار للنهج الذي اتبعته المملكة بإشراف من قيادتها عبر عقود طويلة بأن العلم سلاحنا بتوفيق الله للمستقبل، والعلم لا بد -وحين يكون سلاحا- أن يكون سلاحا فعالا إيجابيا متوفرا له كل الشروط والأسس، لهذا يأتي معرض الكتاب ليؤكد أن الاهتمام به ليس مجرد واجهة وإنما بوابة تدعو الجميع لأن يدخلوا منها ليطلعوا على ما صدر حديثا وما أصدر قديما وعلى الآراء وتنوعها والأفكار واختلافها وآخر ما توصل إليه العقل البشري، كل الكتب علم وأفضلها ما ينفع الناس، وإن كان هنالك ما لا ينفع فيكفينا علما أننا نعرفه ونميزه ونقارنه.



شخصيا، أنتظر هذا المعرض سنويا وأعتبره حدثا مهما في حياتي على شقين، الأول تشجيعا لي للعودة إلى مؤلفات قديمة أتمنى قراءتها، والشق الثاني فرصة لقراءة الجديد، العودة إلى القراء مصطلح أجده ضبابيا لأن هنالك الكثير ممن حافظوا على نهج القراءة، والدليل مثل هذه المعارض للكتب وارتفاع عدد روادها عاما بعد آخر، لهذا أجد أن مصطلح الاهتمام بالقراءة أكثر وضوحا، حيث إن المطلوب هو زيادة مساحة البحث والاعتماد الذاتي من خلال سبر أغوار الكتب والآراء. قوقل تسأله سؤالا يعطيك جوابا واحدا واضحا أي نعم لكنه يبقى في عالم العلم رأي لجهة أو شخص، لكن الكتاب يعطيك الأسباب والمقدمات والأسس التي بني عليها الرأي.



شكرا وزارة الثقافة والإعلام وشكرا لوزيرها الشاب الذي حافظ على النهج وزاد من دعمه وكثافته ليؤكد أن الكتاب رفيق الإنسان بمختلف الأعمار وليس مجرد رفيق للكبار في السن أو طلاب العلم لغايات تحصيل المؤهلات العلمية. وزيرنا الشاب أكد أن الغرس الطيب في التربية الصالحة الوطنية المحافظة ينتج رجالا يخدمون وطنهم وشعبهم بروح شبابية وحكمة الكبار وحماس الأبطال، أدعوكم جميعا لمجرد زيارة معارض الكتب والتمتع بقراءة العناوين وأنا كلي ثقة أنه ستسحركم وستجعلكم تشترونها والأهم أن تقرؤوها وتتدبروها.