دخيل سليمان المحمدي

من الذي يحتاج وعيا؟

الجمعة - 21 أبريل 2017

Fri - 21 Apr 2017

بعدما أنهت وزارة المياه دراستها عن الوعي الاستهلاكي للمياه حملت المواطن المسؤولية كاملة في إهدار المياه، حيث استنتجت من دراستها أن 82% من المستهلكين لا يطبقون أي إجراءات لتوفير المياه، وأن 93% من المستهلكين لا يعرفون سعر الماء بالمتر المكعب أو الطن، كما أن 99% من المستهلكين لا يعرفون تكلفة وإنتاج ونقل المتر المكعب.

وبينت الوزارة أن المملكة تعاني من عجز في قطاع المياه يصل إلى نحو 14 مليار مكعب سنويا، حيث يصل متوسط استهلاك الفرد في الاستخدام الشخصي إلى نحو 260 لترا من المياه في اليوم الواحد، وأن المملكة تحتاج إلى نحو 6 ملايين متر مكعب يوميا في عام 1446، حيث ستصل تكاليف إنشاء محطات التحلية لتغطية هذه الحاجة مع خطوط النقل اللازمة للسنوات القادمة إلى قرابة 70 مليار ريال.

ولذلك قامت بتذكير المواطنين بما يهدرونه من المياه عند استحمامهم، وأيضا حتى عند تنظيف أسنانهم من خلال حملات الترشيد المكثفة، والتي توهمك بأن الوزارة حريصة لدرجة أنها تحسب عدد قطرات الماء الساقطة من صنابير منزلك، ولكن سرعان ما تتلاشى تلك الفكرة عندما تخرج من منزلك لتشاهد تسريبات المياه التي حولت بعض شوارعنا إلى مسابح عالمية لا ينقصها إلا المدرجات لتستضيف منافسات السباحة العالمية، لقد أصبح مظهر الشوارع الغارقة بالمياه دون سقوط الأمطار مألوفا بسبب العمل بالمقولة العامية (طبطب وليس يطلع كويس) حيث تقوم المؤسسات المقاولة ببيع المشاريع من الأقوى للأضعف، لتنتهي سلسلة البيع إلى مؤسسه صغيرة تستأجر العمال والمعدات بأرخص الأثمان حتى لا تنتهي تلك المؤسسة من العمل إلا وتجد المشروع تحول من مشروع تركيب مواسير إلى مشروع تركيب نوافير.

حدثني أحد الزملاء عن حال الشارع الذي أمام منزله في أحد أحياء المدينة المنورة والذي أصبح بركة ماء بسبب كسر في الماسورة الناقلة التي استمرت تتدفق منها المياه لمدة يوم كامل، حيث اتصل كثير من المواطنين على رقم طوارئ المياه (939) والذي وصفوه بأنه لا يستجيب.

عندما أشاهد تلك المناظر للشوارع العائمة بالمياه المتسربة مقارنة بنصائح الترشيد والحث على إصلاح الوصلات وأنابيب المياه التي تسبب التسريب أتذكر المثل الشعبي الذي يقول (باب النجار مخلع).

أتمنى من وزارة المياه أن تحل هذه المشكلة التي أصبحت مزمنة ومتزامنة مع اكتظاظ حشود الطوابير من أجل الحصول على صهاريج المياه، خاصة مع قرب حلول الصيف بينما شوارعنا تغرق بسبب اللا مبالاة. تعشمنا خيرا عندما تم تغيير المسمى من مصلحة المياه إلى المديرية العامة للمياه، ولكن اتضح لنا أنه مهما تبدلت الأسماء فالهدر واحد.

يقول أبوالأسود الدؤلي:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

الأكثر قراءة