عبدالغني القش

الخطوط السعودية ومطاراتنا.. وضرورة التصحيح

الجمعة - 21 أبريل 2017

Fri - 21 Apr 2017

في كل مرة أكتب فيها عن الناقل الجوي في بلادنا (الخطوط السعودية) أقول في نفسي لعلها الأخيرة، فالوقت يتسارع والأمور تتطور، والمجال مجال منافسة، ويبدو أن الرغبة واضحة للتطوير، والدخول في مجال التنافس؛ فمن غير المقبول أن تكون لك كل هذه الخبرات وتتاح لك كل الإمكانات ولا تتفوق على المنافسين أو تزاحمهم وبقوة.



لكن المؤلم أن الأمور تسير القهقرى، وفي كل يوم لا نرى إلا تراجعا مؤسفا، سواء كان على مستوى الانضباط أو الخدمة وإلغاء الرحلات لأماكن داخلية يحتاج الجميع الوصول إليها.



وانتشرت مؤخرا مقاطع توضح التراجع الذي بدأ في التضخم والوضوح بشكل أكبر، فمقطع يظهر قائد طائرة يعتذر لركابه بأنه لا يوجد موقف للطائرة، ليتم تبرير الموقف بعد ذلك بشكل غير مقنع واللجوء لمعاقبة خمسة من موظفيها!



ثم يظهر تصنيف يوضح عدم دخول الخطوط السعودية ضمن أفضل خطوط طيران في العالم، وأنها فشلت في جميع فئات الجوائز، وتم نشر هذا الخبر مؤخرا على صدر إحدى صحفنا السيارة!



لتتوالى المشاهد، فيتم تداول مقاطع لركاب في دولة مجاورة تتأخر رحلتهم على الخطوط السعودية لساعات، فيبدون تضجرهم وامتعاضهم؟

وقد سبق في مقالات سابقة أن تحدثت عن الرسوم المفروضة على التذاكر واسترجاعها وتغيير خط السير، وهي رسوم أقل ما يمكن أن توصف به أنها غير

مدروسة بل وربما تصل إلى درجة من المبالغة المقيتة، فتغيير تذاكر لرحلة داخلية يوجب دفع رسوم ربما تقارب قيمة التذكرة بأكملها؟



ولعل مثل هذه الأمور بدأت في الازدياد بعد تفكيك الخطوط إلى هيئة وشركات، فبات ضعف التنسيق واضحا وكأن كل جهة تعمل بمفردها دون تكامل وتناغم، الأمر الذي أظهر المزيد من تلك المشاهد وأدى إلى المزيد من السوء؛ فتأخر هبوط الطائرة أو عدم وجود موقف تابع لإدارات المطارات ولكن الخطوط قدرها أنها هي التي أمام الراكب.



وبمناسبة التفكيك فلك أن تتصور مستوى صالات الفرسان وعدم ارتقائها إلى مستوى التطلعات، ومع ذلك يتم فرض رسوم على دخولها حتى على ركاب الدرجة الأولى ودرجة الأعمال!



لا أعلم ما هي الآلية التي يتبعها الإخوة في الخطوط والهيئة والشركات الأخرى كالتموين والخدمات الأرضية وغيرها، للتنسيق، ولكن المنتج في نهاية الأمر غير مقبول البتة.



وبالعودة إلى مطاراتنا وما تقدمه من خدمات للركاب، فنحن نشاهد الخطوط الأخرى تمنح المزيد من العناية بركابها وبخاصة ركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، بينما مطاراتنا تجعلهم يمتطون الحافلات مثلهم مثل بقية الركاب وإذا ما وصلوا قبل الرحلة بسويعات فإنهم قد لا يجدون مقعدا حتى في الصالات حتى في الفرسان والتي لا يمكن مقارنتها بما هو قائم في مطارات مجاورة أو عالمية، والخطوط تلقي باللائمة على الهيئة، والهيئة تتبرأ، وفي نهاية الأمر خدمة غير مرضية ومال دفع بلا مقابل مقنع.



ومؤخرا انتشر خبر لتعيين مستشارة في الإعلام والاتصال الدولي، في خطوة عجيبة وكأن ناقلنا الجوي يبحث عن المزيد من الركاب وزيادة القدرة الاستيعابية، وهو الذي يستقبل الملايين من الزوار والمعتمرين والحجاج، ويعجز عن توفير رحلات داخلية، حتى يفاجأ المواطن قبل نحو شهر من السفر بنفاد المقاعد!

وكم كان بودي الإنفاق على الخدمة المقدمة لتحسين الصورة لخطوط تحمل اسما عزيزا على قلوبنا، ونتوق لأن تكون مثالا يحتذى في انضباطها وقدوة تقتفى في خدماتها، فهل تعيد خطوطنا النظر في كل ما تقدم؛ لتصل إلى الدرجة التي يمكن من خلالها منافسة الخطوط العالمية والتنافس بشدة مع الخطوط الدولية؟



[email protected]