مانع اليامي

ابن تنباك والمؤامرة

الجمعة - 21 أبريل 2017

Fri - 21 Apr 2017

يقول ابن تنباك «مرزوق» وبصراحته الواثقة المعهودة في مقاله المنشور بهذه الصحيفة الأسبوع المنصرم تحت عنوان (دعونا نفتش في أنفسنا وثقافتنا) إن «ما يحدث في محيطنا العربي وامتدادنا الإسلامي هو عمل نقوم به نحن ومسؤولون عنه وحدنا».



الكاتب الوجيه بنى رأيه استنادا على نتائج فحصه الأمور، وهو بتفكيكها في مسرح المكاشفة جدير كما يظهر لغيري ولي، «ابن تنباك» هنا يظهر رأيه، وقد عهدنا فيه حسن وسلامة المقصد لمواجهة ما يدور في الساحة بحسب ما سطر على لسان جمع غفير بينهم علماء وعقلاء ومثقفون وغيرهم من عامة الناس وخاصتهم، الذين يرون أن ما يحدث في بلادنا العربية والإسلامية من تخلف ومن فتن وحروب وقتال وفوضى في كل مجالات الحياة واضطراب في المفاهيم والسلوك هو مؤامرة غربية، وأن هذه المؤامرة يحوكها أعداء الإسلام ضد الإسلام وأهله بشكل عام والعالم العربي على وجه التخصيص، خلاصة تبريرات القوم بحصر رأس الأسباب في خطر ثقافة وحضارة وماض ومستقبل الأمة الإسلامية على العالم الغربي، عطفا على مواقف الرموز الفكرية والعلمية التي رسمت الماضي، العهد الذي لا يطيب للعالم الغربي انبعاثه من جديد، فضلا عن ذكره!، هذه الجزئية تستكمل إطار تبريرات اتباع نظرية المؤامرة لواقع المشهد الجاري، ويبقى من الشواهد التي يركنون إليها لإثبات المؤامرة زراعة إسرائيل في أحشاء العالم الإسلامي، واحتلال أغلب البلاد العربية والإسلامية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحتى بعد خروجهم الاختياري من البلدان المحتلة يتركون خلفهم عنوة من ينفذ سياساتهم لممارسة القمع والقهر والاستبداد.

حديث ابن تنباك موجز وفيه بركة، والأهم أنه يرمز إلى وجوب تغيير التفكير.



في السياق أقول إن نظرية المؤامرة أضحت ثقافة سائدة طالت أدنى الحدود. على المستوى المحلي ثمة أحداثا ينظر لها المجتمع من زاوية نتاج المؤامرة، وخير ما يستشهد به انهيار «سوق الأسهم 2006»، حيث تلونت الذهنية العامة بصبغة المؤامرة بل والخفية رغم أن التفسيرات المبنية على البراهين بحسب أهل الاختصاص تخلص إلى أن ما حدث نتيجة طبيعية على خلفية دخول جل شرائح المجتمع سوقا لا يفقه غالبيتهم قواعده وفنون تعاملاته ومن ثم المضاربة فيه بجنون القطيع. ختاما، الخوف أن تتخطى نظرية المؤامرة تشكيل وعينا الراهن إلى الأجيال وتحدد فهمهم للأحداث.



من يقطع الطريق.. وبكم يتجدد اللقاء.