أحمد صالح حلبي

لا تخالف مكة تستاهل

الخميس - 20 أبريل 2017

Thu - 20 Apr 2017

تحت شعار «لا تخالف مكة تستاهل» تنظم إدارة مرور العاصمة المقدسة حملة توعوية للحد من المخالفات المرورية بعبارة جميلة في كتابتها، أنيقة في عبارتها، بليغة في نطقها، ورقيقة في أسلوبها، لكن من يعي مضمونها؟



فما رأيناه من مخالفات مرورية على مدى الفترة الماضية استوجب العمل على تنظيم مثل هذه الحملة التي نأمل ألا تنحصر في التنبيه على الوقوف المزدوج أو عكس الاتجاه أو غيرهما من المخالفات التي ألفنا مشاهدتها يوميا، لكننا نأمل أن تتجاوز هذا بكثير وتصل إلى حملة توضح أضرار المخالفات المرورية ونتائجها السلبية على الأفراد والأسر، وتظهر بالأرقام نسب الوفيات والإصابات التي لحقت بمرتكبيها والعاهات التي لازمت البعض منهم.



وإن كانت عبارة «لا تخالف مكة تستاهل» تحمل في مضمونها استشعارا بمكانة مكة المكرمة وعظمتها وأهمية احترامها بالبعد عن المخالفات والتجاوزات، فإن أولى الخطوات التي نأمل من إدارة مرور العاصمة المقدسة القيام بها العمل على تنظيم حملات تفتيشية صباحية للقضاء على ظاهرة قائدي المركبات من صغار السن الذين نراهم كل صباح متجهين لمدارسهم غير مدركين بخطورة المركبة التي يقودونها، وإن كان المرور عازما على الحد من المخالفات بشكل جدي، فينبغي معاقبة الأسر التي تسمح لأبنائها الصغار بقيادة المركبات.



وقبل هذا وذاك علينا أن نسأل أنفسنا كيف يمكننا أن ندعو لاحترام أنظمة المرور ونلزم أبناءنا بها ونحن من نشجعهم على مخالفاتها؟

إن عبارة «لا تخالف مكة تستاهل» بحاجة لتأكيد عملي وقوي من كل شرائح المجتمع احتراما لمضمونها، ولا يمكن للمرور أن يسعى لتنفيذها بشكل فردي، إذ لا بد من مشاركة الأسر، لأن مكة المكرمة مدينة مقدسة واحترام قدسيتها يلزمنا باتباع النظم والتعليمات.

وعلينا أن نغرس المفهوم الصحيح لقدسية مكة المكرمة حتى نجعلها خالية من المخالفات، لكن متى نستشعر عظمة عبارة:

لا تخالف مكة تستاهل؟



إن ما نأمله من إدارة مرور العاصمة المقدسة العمل على تنظيم حملات توعوية تثقيفية بالمدارس خاصة الابتدائية منها لإشعار الناشئة بمكانة مكة المكرمة كمدينة مقدسة ودعوتهم للالتزام بنظم المرور لحماية أنفسهم وأسرهم، فمن خلال المقاعد الدراسية وفي الصفوف الأولى للتعليم يمكن غرس المفاهيم الصحيحة في عقول الأبناء ودعوتهم لتعلم الأنظمة والالتزام بها لمعرفة الصواب من الخطأ، وبأسلوب يتناسب وفكرهم وسنهم، فعملية التوعية لا تعتمد على كثافة المعلومات، لكنها تعتمد على أسلوب التوعية وطريقة إيصالها والتي ينبغي أن تكون بشكل تصاعدي، فكلما تقدم الطفل في مراحل التعليم باتت قدراته العقلية قادرة على الاستيعاب بشكل أفضل وترسخت في ذهنه المعلومة الصحيحة، وأدرك أن قيادته للسيارة دون حصوله على رخصة قيادة لا تشكل مخالفة مرورية، لكنها تشكل مخاطرة بحياته وحياة الآخرين.