أحمد الهلالي

وظائف سائبة لا ينالها المطفرون!

الثلاثاء - 18 أبريل 2017

Tue - 18 Apr 2017

نسمع من قصص المكافحين المسافرين إلى الغرب أنواع الحكايا، ولعل أبرز حكاية استوقفني تكرارها حكاية (غسيل أطباق المطاعم) التي يضطر إليها الإنسان حين لا يجد مالا يسد حاجته اليومية حتى يستلم مكافأته أو تصله حوالة من ذويه، فليس من المعقول أن يزاحم المشردين على أرصفة التسول.



شبابنا العاطلون أو أصحاب الدخل المتدني اليوم لا يجدون نوافذ يحصلون منها قرشا واحدا إلا الكد على السيارات لمن خدمتهم الظروف وامتلكوا سيارة، فحتى نافذة (شاي الجمر) اختطفها الوافدون، والجمعيات الخيرية لا تقبلهم، ونوافذ العمل الموقت مغلقة، فلا تجد مطعما أو محلا تجاريا أو مصنعا أو مؤسسة حكومية أو خاصة تعلن عن وظائف بأجر الساعة لمن يسأل عن وظيفة، فهذه الثقافة معدومة تماما في مجتمعنا، ولن تجد شابا يمر بهذه المنشآت للسؤال عن وظيفة من هذا النوع.



طبعا، هذه الوظائف موجودة بكثرة، لكنها تغطى بالوافدين من مؤسسات أخرى، بعضهم تصير وظيفة ثانية له، فيعمل الصباح في مؤسسته، وفي المساء يعمل في هذه الوظائف السائبة التي لا تلتفت إليها الجهات المختصة، وبلا شك فإن مشاكل متعددة تترتب على هذا الأمر، أولها إغلاق النوافذ في وجه الشباب الطموحين المعتمدين على ذواتهم في تحصيل ما يسد احتياجاتهم ويعينهم على الحياة، وثانيها ما يتعلق بالنواحي الصحية، فالعمل في منشآت التغذية دون رخص صحية يعرض الصحة العامة للخطر، وأتذكر هنا قضية أثارها الإعلام قبل سنوات عن عمال نظافة إحدى المنشآت الصحية وهم يعملون مساء في مصنع شهير لإعداد الحلويات والفطائر بالطائف دون رخص صحية معتمدة، وثالثها كثرة تأشيرات استقدام العمالة الوافدة، وغيرها مما لا أعلم.



لو التفتت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية إلى هذه الوظائف بعين الجد ونظمتها، وأجبرت هذه المنشآت على الإعلان عن وظائف أجر الساعة باشتراط بطاقة صحية للمتقدمين لهذا النوع من الوظائف، لفتحت نافذة يسترزق منها الطلاب والعاطلون والموظفون بأجور متدنية حتى يهيئ الله لهم سبل الاكتفاء، ويستفيد منها غيرهم، ولقللت من تأشيرات استقدام العمالة لوظائف يمكن تغطيتها بمواطنين ومواطنات يحتاجون إليها موقتا.



[email protected]