جزاء سنمار من نصيب قدامى المحاربين الأوغنديين

الاثنين - 17 أبريل 2017

Mon - 17 Apr 2017

u0631u062cu0627u0644 u0645u0646 u0623u0648u063au0646u062fu0627                                                    (u0646u0627u0634u064au0648u0646u0627u0644 u062cu064au0648u062cu0631u0627u0641u064au0643)
رجال من أوغندا (ناشيونال جيوجرافيك)
في أحد معسكرات الجيش في الصومال سأل ميجور بريطاني جنديا أوغنديا عمن سوف يكون وريثه إذا لقي حتفه في القتال، فرد الجندي الأوغندي بذكر اسم شقيقه كايزا.



وأصيب الجندي الأوغندي بصدمة عندما جذبه الميجور البريطاني بقوة وتعامل معه بقسوة، ثم اعتقل في المعسكر في درجة حرارة عالية طوال اليوم.



وبعد 74عاما يعتقد إليسموس كاتيندي أنه اعتقل لأن البريطانيين ظنوا أنه قال «كايزر»، أو «قيصر»، في إشارة إلى فيلهلم الثاني، إمبراطور ألمانيا من عام 1888 وحتى 1918. وهو شخصية لم يسمع عنها من قبل.



وقال كاتيندي البالغ من العمر 91 عاما في قريته موجومبا، الواقعة جنوب شرق العاصمة كمبالا: البريطانيون ظنوا أنني كنت جاسوسا للألمان. ومع ذلك سمح له بمواصلة الخدمة في الجيش البريطاني.



والذكرى التي لا تفارق كاتيندي تعكس حالة الارتباك التي انتابت الجنود الأوغنديين في الحرب العالمية الثانية بشأن خوض حرب كانوا يعرفون القليل عنها، وهو جهد، يقولون، إنه لم يتم تكريمهم عليه، ولم يعوضوا عنه بشكل كاف.



ويقول كاتيندي، الذي خابت توقعاته بصورة مريرة «أخبرنا البريطانيون أننا سنحصل على الكثير من المال لبدء أعمال تجارية، وبناء منازل بعد الحرب».



إلهاب الحماس

ونشر مئات الآلاف من الأفارقة في فيلق الملك الأفريقي، وهو فيلق بريطاني ضم عددا من الكتائب من المجندين الأفارقة، لمحاربة إيطاليا في شرق أفريقيا، واليابان في بورما وفرنسا التي كانت تحت سيطرة حكومة فيشي الموالية لألمانيا النازية في مدغشقر خلال الحرب العالمية الثانية.



وبلغ إجمالي عدد الجنود الأوغنديين حوالي 77 ألف رجل، وفقا لما ذكره نادي لونشيون للفيلق الأفريقي البريطاني، وهو جمعية بريطانية لقدامى المحاربين من هذه الكتائب.



وشارك كاتيندي الشاب، مثل كثيرين آخرين، في الحرب، وبرر ذلك بقوله» الحرب كانت تلهب حماسي، وأردت أن أرتدي الزي الرسمي والأحذية العسكرية»، مضيفا أن الانخراط في مهنة الجندية كان يرفع من شأن المجندين في قراهم الأصلية.



ويتذكر كاتيندي أن البريطانيين أعطوا المجندين صورا تظهر، حسبما زعم، الألمان والإيطاليين وهم يقتلون أناسا عزلا.



وعبر ستيفن كايب، وهو من قدامى المحاربين أيضا، خطوط المعركة مرارا وتكرارا في الحبشة (إثيوبيا حاليا) لنقل الرسائل من وإلى مقار القيادة.



معاناة المحاربين

وقال المؤرخ من جامعة واشنطن في سانت لويس، تيموثي بارسونز، إن أكثر من سبعة آلاف شخص من شرق أفريقيا قتلوا في الحرب، على الرغم من أن الرقم الدقيق غير معروف.



ولا يزال حوالي 820 من قدامى المحاربين الأوغنديين على قيد الحياة. وتنظم جماعة الضغط الخاصة بهم، وهي رابطة الجنود السابقين الأوغندية، حملات من أجلهم ليحصلوا على تعويض مالي، وهو ما يحتاج معظمهم إليه بشدة.



تقديم المساعدة

تقدم رابطة الكومنولث الملكية للخدمات العسكرية السابقة، وهي جمعية خيرية بريطانية تعتني بالأشخاص الذين خدموا في الجيش البريطاني، معونات لـ 703 من المحاربين القدامى الأوغنديين لمساعدتهم في الحصول على وجبة غذائية يوميا، بحسب كريستوفر وارين من الرابطة.



وفي 2010 أمر قاض أوغندي بأن تعوض أوغندا المستقلة المحاربين القدامى، ولكن الحكومة لديها فقط خطط لإدراجهم في برامج المساعدة العامة للمسنين الفقراء.



النسيان والموت

وقال رمضان تامبولا (من جمعية الجنود السابقين في أوغندا): إن قدامى المحاربين الذين يشعرون بأنهم منسيون من جانب كل من بريطانيا وأوغندا يموتون وهم غاضبون بشدة، وفي حالة من الأسى والبؤس، وبدون تكريم.



ويفقد ألويسيس لوبيجا تدريجيا ما تبقى في ذاكرته عن الحرب في بورما. وقال وهو يكابد من أجل تذكر انفجار لغم تسبب في بتر إحدى أصابعه «لقد أطيح بي بعيدا في الأدغال، وبقيت ملقى على الأرض فاقدا الوعي لساعات عدة».



ومع ذلك هناك شيء واحد واضح في عقل الرجل العجوز هو «سوف يتم نسياننا حتى في الموت».