محمد حطحوط

المقال رقم 100

الاحد - 16 أبريل 2017

Sun - 16 Apr 2017

بدون عناوين براقة، وبدون استراتيجية الهرم المقلوب، لا مفر لأي كاتب سعودي من السؤال الكبير: لماذا نكتب؟ ما هو الهدف أو الدافع الذي يجعل كاتبا سعوديا يدخل عامه الثلاثين من الكتابة دون انقطاع في صحيفة سعودية! هل هناك هدف شخصي؟ مالي؟ وطني؟ أو هو يكتب من أجل الكتابة.



تزداد أهمية (لماذا نكتب) في مجتمع ينظر لكتاب الرأي في الصحافة الورقية على أنهم كتاب شاورما، والقصد أن كثيرا من هذا الورق ينتهي به المطاف محيطا بـ(اثنين شاورما وكثر شطة يا معلم!). هذا هو المقال رقم 100 في صحيفة مكة. وقبلها مقالات في الزميلة صحيفة سبق. وقبلهما صحيفة رسالة الجامعة التابعة لجامعة الملك سعود، وكان لكاتب هذه الأحرف عمود أسبوعي فيها استمر سنوات. وقبل هذا وذاك الصحف التي على مستوى الثانوية والمتوسطة. هذه إذن شاحنة من الكلام، رافق كل مقال فيها حكاية، فمقال (كيف تتقن الإنجليزية بدون ابتعاث) قصته مضحكة، إذ كنت في منتصف مقال مهم، وضاق الوقت لتسليمه، وكرهت أن أنشره ولم ينضج بعد، فقررت كتابة مقال (تمشية حال)، وكتبت مقال تعلم الإنجليزية، وكان الأكثر قراءة والأكثر تأثيرا، ولا يزال يصلني عليه تفاعل بشكل يومي على الرغم من مرور قرابة السنة، بينما المقال الذي تعبت في كتابته وإعداده الأسبوع الذي يليه.. مر ولم يعبره أحد!



وجوابا عن السؤال الكبير نفسه في أول المقال؛ لماذا نكتب؟ لدي هدف واحد فقط من الكتابة. على نور هذا الهدف أصحو وعلى ظلام هذا الهدف أنام. هذا الهدف واضح ومكتوب وقريب من العين. وأذهب إلى مرحلة أكثر تعصبا، إن أي إنسان في المجال الإعلامي لا يحمل هذا الهدف يضيع الكثير من الجهد والوقت، ودون شك يهدر الكثير من أوراق (الشاورما!).



هدفي من الكتابة هو (التأثير). هذه الكلمة ذات الخمسة أحرف هي الأكثر ترددا كل يوم سبت، وهو يوم كتابة المقال الأسبوعي. نحن نكتب لنؤثر على القراء. أن تحصد نسبة قراءة كبيرة سهل جدا، فقط أشر لقيادة المرأة للسيارة أو جواز الغناء وسوف تكون رقم واحد في نسبة القراءة، لكن كم نسبة التأثير هنا؟

التحدي هو في قياس التأثير لدى القراء. وككاتب أسبوعي من الصعب قياس التأثير إلا من خلال ما يصلني من القراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لهذا صدقا ودون مجاملة: هل حقق محمد حطحوط هدف التأثير في مقالاته؟



الجواب عن هذا السؤال لا أملكه، يملكه فقط القارئ الكريم. لهذا أطلب منك عزيزي القارئ ولأول مرة أن تجيب عن هذا السؤال وترسله عبر الخاص بتويتر أو سناب. هي مساحة مفتوحة لنقدك - عزيزي القارئ - لتوجيهك، أمر أعجبك في مقال، وآخر لم يعجبك، قصة أثرت في قناعاتك، غيرت عادة لديك.



الكاتب الذي لا يتفاعل مع القراء ولا يتلمس حاجات الناس وهمومهم، يعيش خارج مستطيل الحياة الصحفية، ومن الصعب أن يحدث أثرا دون قياس مدى تحقيق أهدافه من فترة لأخرى، لهذا أكرر الطلب باستقطاع دقائق تعبر فيها عن رأيك، بكل جرأة، وبلا رتوش، بالطريقة والشكل الذي تريد، إيميل، رسالة عامة في تويتر، واتس اب، سناب، المهم أن يصل صوتك، هذا حقي عليك ككاتب، وحقك علي أن أحترمك كل أسبوع بتقديم مادة تليق بثقتك كقارئ ثابت لهذا العمود النحيل!



[email protected]