بسام فتيني

لماذا غضب الصحفيون؟

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاحد - 16 أبريل 2017

Sun - 16 Apr 2017

حين كتبت المرة الماضية عن المتحدثين الإعلاميين، ذكرت بعض النماذج التي كنت أعتقد بأنها نماذج مضيئة، وذكرت كذلك أنها قلة، لكن الغريب أن المعاناة كانت أكبر مما أتصور، فما إن نشر المقال حتى انهالت علي اتصالات بعض الزملاء وهي تشكو وتشتكي من تعامل الجهات والمنظمات ومتحدثيها مع استفسارات الصحفيين، ولا أقول (الكتاب)! حيث تكررت عبارات تؤكد أن التجاهل التام لاستفسارات واتصالات الصحفيين والصحفيات هو الوضع السائد الآن! وأن محاولة الحصول على معلومة من المتحدث الرسمي أصعب من تحقيق نادي الوحدة لبطولة الدوري، أو وصول الهلال للعالمية!



ومع ذلك يجب ألا نغفل إزعاج بعض (المستصحفين) وهم من دخل المجال الإعلامي تطفلا دون فهم، واعتقد أنه وزير للإعلام فقط لأنه مراسل صحيفة الكترونية لا يوجد لها أصلا مقر ولا عنوان! مثلما ذكر لي أحد المتحدثين الإعلاميين من إزعاج محرر في صحيفة الكترونية كان يكتب تقارير صحفية ثم حين أراد هذا المتحدث دعوة الصحفي للحضور إلى مكتبه وإيضاح الملابسات، اتضح أن الصحفي المزعوم مدير مدرسة في منطقة أخرى، ولا علاقة له بهذه التقارير سوى أن أحد أقاربه يعمل في هذه المنطقة، فنشر له من باب الفزعة! ناهيك عن نشر الأخبار (المضروبة) أو حتى التافهة واعتبارها أخبار الموسم من هذه الصحف الالكترونية الركيكة.



وحقيقة وبعد كل ما وردني من ملاحظات تأملت قليلا في النماذج التي ذكرتها من المتحدثين المتميزين فوجدت أن السمة التي تجمع بينهم هي تواصلهم المباشر مع المسؤول، وبالتالي اختصار المسافات، وسرعة التجاوب ترتبط بمرجعية المتحدث لرأس الهرم.



ولذلك فحين لا يكون هذا حاصلا سنجد أن سلسلة أو خطوات استنطاق المسؤول ستمر بعدة مراحل مما يؤخر الرد، فمثلا لو كان المتحدث الرسمي هو نفسه موظفا في قسم العلاقات العامة فسيضطر لمراجعة مديره، ثم مديره يتواصل مع القسم المختص ويطلب إفادتهم، ثم يحول رئيس هذا القسم للموظف المسؤول، ثم يستقصي الموظف عن المعلومة ليمررها لمديره، ومديره يعيدها لقسم العلاقات العامة، ثم حينها قد تكون الأجوبة وصلت للمتحدث الرسمي! وهنا يكون الصحفي أو الكاتب قد ضاق ذرعا من الانتظار فأخرج تحقيقه الصحفي أو مقاله دون الحصول على رد! أو في أسوأ الأحوال سيأتي الرد متأخرا كالعادة!



وأذكر مرة أني تواصلت مع شيخ المتحدثين الرسميين السيد أسامة نقلي رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية وما هي إلا لحظات حتى أفادني بمعلومات واضحة وصريحة دون تأخير، ثم تجرأت وسألته ما شاء الله كيف توفر لك الرد بهذه السرعة!؟ فعلمت أنه يعمل بمنهجية كاملة أساسها الوصول المباشر للمسؤول واحترام الوقت، فتمنيت أن أستنسخ من هذا الجميل ألف متحدث رسمي، ليستقيم الحال.. والسلام ختام.