حادي بادي.. يحيا نشيد بلادي!!

بعد النسيان
بعد النسيان

السبت - 15 أبريل 2017

Sat - 15 Apr 2017

كانت لفتة ذكية لا تستغرب من (أبناء الشمس) أن تستهل أوركسترا (مهرجان اليابان) فتحها الثقافي الفني في الرياض ليلة الجمعة الماضية بعزف السلام الوطني لليابان والسلام الملكي السعودي.



وقد بدأ الجمهور يردد كلمات الشاعر العظيم (إبراهيم خفاجي)؛ كما يفعل في كل مناسبة وطنية؛ لكنه ما لبث أن توقف لينصت إلى المطرب الأوبرالي الياباني يرددها بشكل مؤثر ظل الجمهور واقفًا لعدة دقائق يصفق له بامتنان.



ورغم أن هذه اللفتة جاءت عفوية من شعب يتقن لغة الحب والاحترام لكل الناس؛ إلا أنها نكأت في بعض السعوديين جرحًا غائرًا أحدثه وعمقه تيار لا يعرف غير لغة الموت والكراهية والتحريم والتجريم!



فمن يصدق أن (النشيد الوطني) ظل محرمًا ومحظورًا في مدارس التعليم السعودية إلى وقت قريب؟ ليس بذريعة الموسيقى فقط؛ بل ولأن الانتماء (الشرعي) في عقيدة ذلك التيار المتشدد هو (للأمة الإسلامية)، وليس لدولة ترفع (الخفاق أخضر.. يحمل النور المسطر)!!



ونعرف ـ نحن المعلمين ـ حجم معاناة الوزير الأسبق الدكتور (محمد الأحمد الرشيد) ليقر مادة (التربية الوطنية)! ثم حجم نضاله المرير ليقنع المعلمين بتدريسها؛ إذ جابه شريحتين لا ثالثة لهما في الوزارة هما: المعلمون المتشددون، ولم يكونوا من أساتذة (الولاء والبراء) فقط؛ بل كانوا من جميع التخصصات، ولا سيما أولئك الذين ارتكبوا (خطيئة) التخصص في علوم الدنيا «نسأل الله السلامة»؛ فأصبح كل همهم: كيف يكفرون عن تلك (الكبيرة) قبل أن يخر السقف على أحدهم وهو يشرح قوانين (نيوتن) في الفيزياء، أو طقس بعض الدول (الصليبية) في الجغرافيا، أما نظريات المدرسة (الجشطالتية) في التربية والسلوك الإنساني فقد أراحتهم الوزارة منها بإلغاء ما يسمونه (علم الطفس)!!



وأما الشريحة الثانية فهم المعلمون (الرماديون) الذين يدفعهم الخوف من بطش التيار المتشدد إلى أن يتقربوا إليه بأكثر من طموحه! فهل يجرؤ معلم رمادي على تدريس هذه المادة (الوطنية) ويتحمل تبعات هذا (الفسوق) من تصنيف وتكفير وتضييق و(إرهاب وظيفي)؟؟؟



ومن هنا تدرك معاناة غير المعلمين؛ كالأستاذ (محمد آل بادي) الشاعر المهتم بالطفل؛ حين هاله ترديد صغارنا النشيد الوطني عكس معانيه تمامًا في (وارفعي الخفاق الاخضر)، و(موطني (قد) عشت فخر المسلمين)؛ فأراد أن يقدم برنامجًا تلفزيونيًا للأطفال يُصحح أولاً هذا التشويه الفادح!!

ولكن صدمته بلغت مداها؛ إذ فوجئ بكواكب التعليم تحاربه بشراسة، وفوجئ ببعض القنوات التلفزيونية تخذله خوفًا من ذلك التيار!!!



[email protected]